يوسف محامي و"بتاع كاوتش"
يستيقظ مبكرًا من نومه، يضع كتبه في حقيبته، ثم ينطلق نحو جامعة القاهرة، وتحديدًا كلية الحقوق حيث يدرس، قضي هناك 4 سنوات من عمره، تفوق خلالها على أقرانه، وحصل فيها على 11 جائزة علمية، ما بين التفوق في مواد معينة، وبين وسام الجامعة وجوائز لأنبغ طالب، قبل أن ينتهي به الحال كعامل "بتاع كاوتش".
يوسف أحمد علي، شاب من منطقة القصبجي بالمنيب في محافظة الجيزة، دفعه طلب الرزق للعمل كعامل في تصليح إطارات السيارات، حتى يتمكن من توفير ما يلزمه من أموال بعد أن ابتعد عن مجال دراسته، "دورت كتير عشان اشتغل بشهادتي وملقتش شغل فروحت لمهنة أخويا اللي كنت عارف عنها شوية معلومات".
خلال فترة الإجازة الصيفية دائمًا ما سعى "يوسف" للعمل في ورشة شقيقه كعامل كاوتش، قبل أن يتخرج عام 2013، ويأتي تخرجه مع وفاة شقيقه الذي ترك له الورشة ليكمل "يوسف" مسيرته، "مسكت الورشة بداله وبقيت أنا اللي مدورها وجايبالي الرزق، وعمري ما اتكبرت على الشغلانة، لأن أكل العيش مفيهوش عيب طالما حلال".
على مدار سنوات عديدة امتهن المحام الشاب مهنة صيانة الإطارات، والتي تعطيه ما يحتاج من أموال، كما ترضيه نفسيًا باستمرار لأنه يشعر بتنفيذ وصية شقيقه بالحفاظ على الورشة، "المحاماة دلوقتي مش هتجيب همها، عشان كدة الكاوتش بالنسبة لي شغلة أساسية بسعى يكون لي سمعة كويسة فيها وتفضل مهنة دامة".
بصوت يملأه الرضا، عبر "يوسف" لـ"الوطن"، عن تسليمه لما قدره له الله، ورغم ما حصل عليه من شهادات وأوسمة، وأنه طرق عدة أبواب للعمل في مجال دراسته، إلا أنه لم يوفق، "أنا راضي تماما باللي ربنا قسمه ليا، أكيد مكانش ليا خير في الطريق التاني، هو شاف أنا تعبت قد إيه وأكيد مش هيعملي حاجة وحشة وشايل ليا الخير".
تعليقات الفيسبوك