طالما حلم بالعيش داخل القصور الفخمة والفيلات الفارهة الراقية، ورغم صعوبة تحقيقه لحلمه، وتحايل عليه باستغلال موهبته الفنية واليدوية، في تصميم القصور والشقق الفاخرة على هيئة مجسمات كارتون بحجم عقلة الإصبع، والاحتفاظ بها وكأنه يعيش بداخلها، أو الاستمتاع بمشاهدتها وتحدي نفسه، بأنه يوماً سيبني مثلها ويسكنها.
محمود نظير 31 عاماً، يملك موهبة فذة منذ 19 عاماً، فهو ينشغل ويبدع في تصميم المجسمات الكرتونية، وصنع منها أشكالا عدة، وكان أول مجسَّم له، عبارة عن تليفون أرضى، عندما رغب فى شراء تليفون خاص به: "كنت باجيب الورق وأقصه وألزقه، وبالممارسة لاقيت نفسي باتطور جداً وبحب النوع ده من الشغل، وكنت كل ما مكان يعجبنى أعمل له مجسَّم من وحي خيالي وأحتفظ بيه لنفسى".
يتحلى "محمود" بصبر وهدوء يجعله قادرا على تصميم مجسماته بشكلٍ جمالي مميز، ورغم العناء والمشقة التي يتكبدها حتى ينتج هذه المجسمات المصغرة، إلا أنها تعد من أفضل أوقاته، حين يمارس موهبته ويقدم نموذجا جديدا: "عملت فيلا وشقة ومن جواها عملت الأنتريه والغرف والمجسمات يبان أنها حقيقة أو تحفة فنية كل اللي يشوفها تعجبه جداً وأنا بحتفظ بها في البيت"، وبحسب "محمود"، هو لا يكتفي بتقليد هيكل المَعْلم المراد عمل مجسَّم له، إنما يزينه بالأنوار ومختلف التفاصيل ليبدو واقعياً: "المجسمات زي ما بتاخد مجهود وتحتاج صبر بتحتاج كمان وقت طويل عشان أقدر أنتجها بالشكل النهائي يعني ممكن أقعد شهر بصمم في مجسم واحد، ومن أكتر المجسمات اللي حبيتها وخدت وقت كبير مني كان المسجد الحرام. قعدت فيه 4 شهور، كل يوم كنت أشتغل فيه لوقت طويل، ولما خلّصته حسيت إنى أنجزت حاجة محدش يقدر يعملها".
وهناك أشكال أخرى يحرص "محمود"، على تصميمها ومنها بعض الحيوانات مثل البومة، أو لأدوات وأجهزة منزلية كالبوتاجاز، والغسالة"، ويقول إن المجسمات البسيطة لا تحتاج جهداً كبيراً: "أحياناً بعمل لعب لعيالي بيفرحوا بها".
تعليقات الفيسبوك