بجسد هزيل من قلة الطعام، وبوجه يملأه الحزن، كان يجلس حصاناً في حي الزهور في مدينة بورسعيد، تائه من صاحبه أو فر هارباً منه، ولكن الشيء الأكيد أن المرض والحزن تمكن منه.
يحكي "عماد محي"، أحد سكان الحي، أنه كان عائداً من الخارج وأثناء ركنه لسيارته، لمح هيئة الحصان الحزينة جالساً دون صاحب في شدة البرد، ليقرر الاعتناء به وقضاء حوائجه لحين العثور على صاحبه، مشيراً إلى أنه كان يطعمه يومياً مرتين في الصباح والمساء: "كنت راجع من برا أنا وزوجتي، ولما شوفناه صعب علينا جداً لأن منظره كان تعبان، ومش عارفين نعمل حاجة غير إننا نجيبله أكل وميه، وكنت بأكله يومياً وبشربه بس مش عارف أعالجه فين وأنقله إزاي، كان حاله يصعب على الكافر".
حفاوة كبيرة تلقاها الحصان من أهالي الحي، إذ أنهم لم يطعموه فقط، بل سارعوا في المناداة بعلاجه ونقله إلى إحدى الجمعيات المهتمة بالأحصنة.
وبحسب "عماد"، فإنه خلال 4 أيام كان يعامل "الحصان" كأحد أفراد منزله، مضيفاً: "كان واقف منظره حزين ومابياكش ورجليه كانت تعبانة، بس جبتله جزر وبطاطا وبدأ ياكل وعرفت بعد كدة إن دا غلط عليه، فجبتله ذرة وتبن وماكنتش مقصر معاه".
ظل "عماد" يبحث عن صاحب الحصان معتنياً به، إلى أنه جاءه أحد الأشخاص أمس يدعي أنه صاحب الحصان دون إثبات على ذلك، ولكن في النهاية أخذ الحصان معه، ومرت ساعات قليلة حتى عاد إلى نفس المكان: "جالي حد قالي أنه صاحبه وكان تايه منه وبيدور عليه، ولما أخد الحصان لقيته راجع بعد شوية، واتضح بعد كدة أنه مش صاحب الحصان أصلا".
4 أيام كان الحصان يعامل معاملة تعبر عن إنسانية سكان الحي، الذي لم يتركوا الحيوان حتى تواصلوا مع جمعية الحصان المصري، اللذين سارعوا بنقله إلى مقر الجمعية في القاهرة، ووفقاً لـ عماد: "الجمعية جت أخدته عشان تعالجه ودفعنا حق العربية اللي هتنقله، ومارتحناش إلا لما خادوه".
تعليقات الفيسبوك