عمرو ياسر بطل سيشن ابن حميدو
بملابس الصيادين وملامح ساخرة مبهجة قاربت إلى حد كبير ملامح شخصية النجم الكوميدى إسماعيل ياسين "أبو ضحكة جنان"، جسد الشاب عمرو ياسر شخصية "سمعة" فى فيلم ابن حميدو أحد أشهر أفلام الكوميديا فى السينما المصرية من خلال "سيشن" للمصور عبدالمنعم موسى، الشهير بـ"عبده موسى"، فى طابية أحمد عرابى بعزبة البرج بمدينة دمياط، ليحىي ذكرى الفنان الراحل، بشكل غير تقليدي.
يعشق "موسى" التصوير منذ صغره، ففى طفولته كان يمارس تلك الهواية بعمل "إيديت" للصور جاهزة لم يلتقطها لعدم قدرته على امتلاك كاميرا فى هذا التوقيت أو موبايل يمكنه من التصوير الجيد، وقبل 5 أعوام، امتهمن التصوير الاحترافى واتخذه وسيلة لكسب الرزق إلى جانب ممارسته له كهواية وفن، يلتقط من خلاله الصور المميزة أو يجسد فكرة لها أثر.
فكر "موسى" فى عمل جلسات تصوير مميزة عن طريق تجسيد شخصيات مشهورة ومشاهد من أفلام الرعب الأجنبية مثل شخصية "أنابيل"، لكنه لم يستطع تنفيذها بسبب عدم وجود الموديل التى تجسد تلك الشخصية وتكلفتها العالية، لكنه لم ييأس وقرر أن يعمل فى المتاح بالنسبة له حتى يستطيع أن يخرج ولو بسيشين واحد مميز خلال العام "التصوير مش مجرد فكرة بنفذها وخلاص.. أنا بعمل حاجة حلوة تبقى موجودة على صفحتى".
منذ عامين روادت عبد المنعم موسى، فكرة لسيشن ابن حميدو، وجاءت بالصدفة حينما كان ينوى حذف تطبيق تيك توك من هاتفه فوجد فيديو للشاب عمرو ياسر وهو يقلد الفنان إسماعيل ياسين، قائلاً "قلبت عليه الدنيا وسرشت عليه على فيس بوك وبعت له رسالة رد عليها بعد 3 شهور عشان اتواصل معاه وننفذ الفكرة"، إلى أن اتفقا على التنفيذ فى رمضان الماضى عقب فراغه من امتحانات الثانوية العامة، "قلت له حتى لو بعد سنة منتظرك ننفذ الفكرة".
ورغم تأجيل تصوير السيشن عدة مرات بسبب كورونا إلا أن "عبده"، كان لديه إصرار على تنفيذه، فحدد موقع طابية أحمد عرابى التى كانت قاعدة عسكرية للجيش أثناء الاحتلال الإنجليزى، وأصبحت فى الوقت الحالى مكانا مهجورا بسبب جرئم القتل التى وقعت فيها "بقيت مكان مسكون والناس بتخاف منه فربطت فكرة السيشن بخوف الناس من المكان ده وحصل ضجة عليه"، مؤكداً أن والد عمرو كان متحفز للفكرة وشجعهم على تنفيذها".
يروى "عبده"، صاحب الـ22 عام، كواليس تصوير "السيشن" التى خرج بهذا الشكل من الاحترافية فى تقمص شخصية ابن حميدوا بنفس تعبيرات وجهه وانفعالاته فى الفليم قائلاً لـ"الوطن"، "كنا بنذاكر السيشن واتفرجنا على فيلم ابن حميدوا أكتر من 20 مرة فى الشهر عشان نطلع التفاصيل بالشكل ده"، موضحاً أنه تواصل مع مصممة أزياء لتصميم الزى الصيادين الذى ارتداه إسماعيل ياسين فى الفيلم "عرفتها تفاصيل الزى اللى هنتنفذه من غير ما اجيب لها سيرة الفكرة".
استغرق السيشن وقتا طويلا لتنفيذه بالشكل المطلوب، حيث بلغت عدد صوره 760 لقطة تم تصفيتها إلى 25 صورة فقط، جسدت المشهد موضحاً "باخد الشوت الواحد فى 10 شوتات كأنى صورت فيديو" لافتاً إلى أن "عمرو" كان يتحدث ويمثل المشهد أثناء التصوير لإضفاء الواقعية على العمل وحينها سيطر عليه الخوف لكنه استطاع أن يجسد المشهد ببراعة وهو ما أكده رد فعل متابعيه "الناس قالوا أحنا بنسمع المشهد ده وأحنا بنشوف الصور".
لم يتمكن "عبده"، من إخراج "السيشن" فى ذكرى عيد ميلاد الفنان إسماعيل ياسين كما كان يخطط له لكنه حرص على ظهوره فى وقت مميز من هذا العام فاختار له توقيت الساعة العاشرة الموافق 10\10\2020، وفكر فى إحيائه مرة أخرى عن طريق جروبات فيس بوك "عايزه يتشاف لأنى مش بعمل ده عشانى، بيحى ذكرى فنان ما أخدش حقه وهو عايش ما حدش بيختلف عليه وليه أثر فى المجتمع".
أما عمرو ياسر، موديل وبطل سيشن ابن حميدو، أكد أنه لا يوجد شبه بينه وبين الفنان إسماعيل ياسين لكنه أجاد تقمص شخصيته بسبب حبه له "متابعه وباتفرج على كل أفلامه" موضحاً أنه قلده لأول مرة بالصدفة فى منولوج لمدة 16 ثانية على تيك توك "الناس حبته وشجعتنى"، فبدأ يقلده بدون اصطناع وحرص على ارتداء ملابس تشبه ملابس سمعة التى كان يرتديها فى أفلامه وخاصة "الفيونكة" و"ميكب" يقرب الشبه منه، مؤكداً أنه الشخصية الأقرب إليه بسب اختلافها "عملت معظم شخصياته فى الأفلام المشهورة".
وعن تصميم ملابس ابن حميدو التى ظهر بها الموديل عمرو ياسر فى "السيشن" قالت شيماء ابرهيم، خريجة فنون تطبيقية وتعمل فى مجال تصميم الملابس منذ 4 سنوات، أنها جمعت التصميم من الفليم موضحة أنه يتكون من 4 قطع بواقع 4.5 متر من قماش الروزالين المخطط والجبردين، هما الصديري والسروال الچاكيت والشملة، مستخدمة "الزراير" وخيوط القيطان.
ولبعد مكان عمرو ياسر الذى يقيم بحى شبرا بالقاهرة عن مصممة الأزياء التى تقيم بمدينة دمياط، اضطر المصور عبده موسى أن يسهل لها مهمة عملها فأرسل إليه صورة للموديل وأبلغها بوزنه وطوله "خدت المقاسات أون لاين، وبدأت اشتغل وخلال 24 ساعة كنت مسلماهم الشغل وطلع مظبوط عليه".
وفيلم ابن حميدو أنتج عام 1957 ويعد من أشهر الأفلام الكوميدية في تاريخ السينما المصرية، وقام ببطولته إسماعيل ياسين وهند رستم وأحمد رمزي وزينات صدقي وعبدالفتاح القصري وتوفيق الدقن، ومن تأليف عباس كامل وإخراج فطين عبدالوهاب.
وتدور قصة الفيلم حول ابن حميدو الصياد الذى يصل مع زميله حسن إلى منطقة صيد قرب السويس، ثن يلتقيا الشابان بحميدة التي تعدت قطار الزواج، وعزيزة التي وقفت في أولى محطاته، ويلقى الهوى شباكه فيطب حميدو في غرام حميدة، وحسن في غرام عزيزة، وينتقل الضيفان للإقامة في إحدى حجرات منزل المعلم حنفي والد عزيزة وحميدة.
ويعيش الغرام تحت سقف واحد فينمو ويترعرع وكان يقدر للحب أن يصادف ريحًا هادئة تحمله إلى المأذون لولا ظهور الباز أفندي الذي يحب عزيزة، فيدبر جريمة للإيقاع بابن حميدو وحسن فيدس لهما قطعة حشيش، وفي قسم الشرطة يصل الاثنان مكتب المأمور، فيكشف حسن وحميدو عن شخصيتهما الحقيقية فإذا هما من رجال المباحث، جاءا متنكرين للقبض على عصابة لتهريب المخدرات، ويتمكن حسن وابن حميدو من القبض عليها.
تعليقات الفيسبوك