سلام دافئ تخلله نور أشعة الشمس، الشاهد على واحدة من أبرز اللقطات المعبرة عن الوحدة الوطنية في مصر، تلك تفاصيل صورة معتاد رؤيتها التقطها حسام جمال، الطالب كلية التربية قسم اللغة العربية جامعة أسيوط، أثناء تواجده بمحطة قطار نجع حمادي بمحافظة قنا، دون دراية أنها ستصبح بسرعة البرق "تريند" عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
عفوية الموقف كانت رمزًا واضحًا في التعبير عن الحب والوحدة الوطنية بين أطياف الشعب المصري، والذي برز من خلال إلقاء السلام الجامع بين شيخ بمديرية أوقاف قنا وقسيس على محطة نجع حمادي.
القمص "أنجيلوس ميخائيل"، راعي كنيسة الملاك ميخائيل بقرية الرحمانية قبلي بمركز نجع حمادي، شمال محافظة قنا، بطل لقطة "مصر في صورة على المحطة"، كما هي معروفة عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، سرد لـ"الوطن" تفاصيلها، قائلا إن تواجد بالمحطة جاء استعدادًا للسفر إلى القاهرة من أجل زيارة مريض.
لم يكن يعلم "القمص ميخائيل"، أي تفاصيل أو إشارة عن التقاط الصورة، بحسب ما أكده، لافتًا إلى أنه لم يعلم الشيخ الأزهري، ولكن رؤية رجال الدين بالنسبة له لقاء مُبهج، وعادة ما يلقي السلام في لقطة عفوية توضح عمق العلاقة بين رجال الدين بصفة عامة.
وعقب ذلك، استقل راعي كنيسة الملاك ميخائيل، القطار ليتفاجأ أثناء رحلته بأحد الأصدقاء يرسل إليه الصورة الملتقطة، مضيفًا: "اتفاجأت.. خاصة إن اللقاء صدفة انتهت بلحظة المقابلة.
وتابع القمص ميخائيل: "وصول روح اللقاء إلى الناس يمثل إضافة، وتنور بصريتنا بأصل العلاقة القوية والمودة اللي بينا".
وكان مصور اللقطة حسام جمال، أحد أبناء محافظة الأقصر، روى تفاصيل اللقطة التي تحتل قائمة التريندات، موضحًا أنه يهوى التصوير من الموبايل، وخاصة في أماكن التجمعات، مضيفًا أنه يدرس بجامعة أسيوط، ولم يسافر إلى بلدته بمحافظة الأقصر منذ 3 أسابيع، مقررًا استقلال القطار 832 المميز قيام الساعة 8 من محطة أسيوط، وخلال توقف القطار في محطة نجع حمادي لينزل الركاب كمحطة وقوف، حدث الموقف الذي التقطته الكاميرا.
واستكمل "جمال" حديثه، بأن خلال التفاته ناحية اليسار وجد شيخ أزهري بزيه الرسمي وقسيس في المقابل، وعليه توقع أن يكون هناك إشارة أو تحية بينهما، والتقطت الصورة الأولى التي أوحت وكأنه لقاء عابر، وخلال التقاط الصورة الثانية رفع كل منهما يده لإلقاء التحية على بعضهما بتلقائية، في صورة معبرة توحي بقوة النسيج الوطني بين أطياف المجتمع التي لم تكن وليدة اللحظة، ولكن متوارثة منذ عشرات السنين.
تعليقات الفيسبوك