بحر مدينة بلطيم
تتمايل الأمواج وراء بعضها مُسرعة، تعلو وتسقط، تصطدم بالأحجار مرة، وبالشاطئ أخرى، هكذا تظهر البحار ونراها، في أعماقها الأسماك، وعلى سطحها الصيادين والمصطافين، ولكن تحول هذا العام بحر مدينة بلطيم بمحافظة كفر الشيخ إلى مصدر لابتلاع البشر.
منذ بدايات فصل الصيف، ولمدة 5 أشهر، أخرج بحر بلطيم من بين أحشائه العديد من الجثث والضحايا، وصلت إلى 10 جثث، تشمل غرقى وجثث مجهولة الهوية عثر عليها طافية على الأمواج.
8 جثث لفظها البحر خلال الشهور الماضية، أخرهم ما أخرجه البحر اليوم، حيث عثر صياد بشاطئ النرجس بمصيف بلطيم على جثة متحللة بشكل تام، طفت على سطح المياه، وبعدها بساعات عثرت قوات الشرطة على جثة أخرى متحللة أيضاً بنهاية شاطئ الفنار، ولم يتم التعرف على هوية الجثتين.
وتوجه العميد محمد هاني، رئيس مدينة مصيف بلطيم، يرافقه قوة من الشرطة لمكان العثور على الجثة، وجرى إبلاغ رجال المباحث بمركز شرطة البرلس.
وفي 18 نوفمبر الحالي، طفى على سطح البحر بقرية الحنفي التابعة لمدينة بلطيم جثة فتاة بدون رأس، وتبين أن الجثة لسيدة تحمل جنسية أجنبية، وذلك من خلال أوراق كانت بين طيات ملابسها، بحسب مصدر أمني بمديرية أمن كفر الشيخ.
الجثة كانت بدون رأس، وعظام قدميها ظاهرة دون لحم، ومناطق أخرى بها لحم، عارية بدون أي ملابس عليها، وتبين هيئة جسدها أنها لفتاة، بحسب ما قاله محمد مسعد، أحد أهالي قرية الحنفي، الذى رأي الجثة فور خروجها من المياه، موضحا لـ"الوطن": "لقينا الجثة من غير أي هدوم، جبنالها هدوم وغطيناها بيها وسيبناها، ومحدش كان راضي يشيلها لغاية ما الشرطة تيجي، كلنا كنا خايفين ومستغربين".
وفي يوليو الماضي، غرق 4 شباب في مصيف بلطيم أثناء الاستحمام في البحر بشاطئ الأمل، كان أبرزهم الطالب الجامعي نور سعد كلش، طالب بكلية الهندسة، 22 عاماً، من قرية الرغامة التابعة لمركز الرياض بكفر الشيخ، حيث قضى في مياه البحر 11 يوماً، ظلت فرق الإنقاذ تبحث في أعماق البحار خلالها إلى أن تمكنت من إخراج جثمانه.
وانتشلت الجثة ثم نقلت إلى مشرحة مستشفى برج البرلس، واتخذت الإجراءات اللازمة وتسلمت أسرته الجثة ودفن في مقابر قريته.
وخلال شهور الصيف الماضي، أخرج مصيف بلطيم 7 وفيات، آخرهم كان في سبتمبر، حيث لقي طفلان شقيقان مصرعهما غرقاً، وتم انتشال الجثتين وإيداعهما في مشرحة مستشفى البرلس المركزي، ثم تسليمهم إلى ذويهم ودفنهم.
تعليقات الفيسبوك