مصر تدخل المرحلة الثانية من فيروس كورونا- صورة أرشيفية
لم يقتصر التصدى لفيروس كورونا ومجابهته، على الجهات الرسمية فقط، ممثلة فى مجلس الوزراء أو وزارة الصحة، الأطباء، الممرضين، بل أيضا كان هناك سلاح قوي، نجح في إيقاف انتشار الفيروس قدر الإمكان، والبحث عن حلول للآثار المخيفة التى تركها الوباء الشرس، سواء اقتصاديا أو اجتماعيا، أو صحيا.
هذا السلاح كان المبادرات الشعبية، والدعوات الإنسانية لتقديم المساعدات للناس سواء كانوا مرضى أم لا، دون النظر لجنس أو سن أو دين، فالكل فى الهم سواء، والجميع شركاء فى الوطن يسعون إلى حمايته بل وفداءه بأرواحهم.
"الوطن" ترصد أهم المبادرات التى ظهرت منذ إعلان الحكومة بشكل رسمي ظهور فيروس كورونا في مصر:
سكان إمبابة يقدمون مساعدات للعمالة غير المنتظمة
للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد، قرر سكان منطقة إمبابة، للتكفل بجيرانهم من أصحاب العمالة غير المنتظمة، وتوزيع شنط مواد غذائية عليهم، تكفيهم لأكثر من أسبوعين، وبحسب محمد عبدالقادر مسئول المبادرة، تم توزيع أكثر من 300 شنطة على العمال وأسرهم، واستمرت المبادرة حتى يتم توزيع الـ1000 شنطة قائلا: "إحنا فى منطقة شعبية والتوزيع سهل لأننا عارفين بعضنا، ويتم توزيع الشنط بين أسر العمال بالتساوى، حتى يستطيعوا تغطية جميع العمال بالمنطقة".
سبيل كحول في المحلة
قرر سعيد حسن، صاحب محل منظفات فى مدينة المحلة الكبرى، تحويل كولمان المياه إلى كولمان كحول، ووضعه مجاناً للمواطنين لتطهير وتعقيم أيديهم ويقول سعيد فى تصريحات لـ"الوطن": "فى الوقت اللى بعض المحلات خبّت فيه الكحول ورفعت سعره على الناس، حبيت أشارك وأساعد أهلى وجيرانى بتوفير الكحول مجاناً حتى لو عندهم فى بيوتهم، مهم أوى إنهم يعقموا إيديهم لأن الشارع مليان ميكروبات ومش أمان".
وكان سعيد، يجدد الكحول مرتين فى اليوم الواحد، صباحاً ومساء: "كنت بسيبه بالليل كمان بعد ما بروح، ممكن حد يكون معدى وعايز يطهّر إيده ومش معاه ميّه ولا أى حاجة".

خالد يوصل كبار السن فى القاهرة مجانا للحماية من العدوى
خوفا على كبار السن والمرضى وذوو الاحتياجات الخاصة، لأنهم فئات أكثر عرضة للإصابة بفيروس كورونا المستجد، قرر خالد خيرى، مسئول إحدى شركات التوصيل مساعدتهم، من خلال توصيلهم مجاناً داخل القاهرة، وكذلك شراء بعض المستلزمات نيابةً عنهم، حتى لا يضطروا إلى الخروج من منازلهم، ويعرّضوا أنفسهم للمخاطر:
«فيه كبار سن عايشين لوحدهم فى البيت أو فى دور مسنين، وكذلك ذوى احتياجات خاصة لا حول لهم ولا قوة، فقررت أوصلهم لأى مكان، أو أقوم بأى مشوار محتاجينه، وطبعاً باخدهم من باب البيت، وأرجعهم مرة تانية لحد الباب، بدل ما ينزلوا ويخرجوا فى الزحام، وممكن يتعبوا أو يلقطوا أى عدوى همّا مش قدها".

تطبيق إلكترونى لتكذيب شائعات كورونا
فكر محمود عسكر، مهندس حاسب آلى، إلى إطلاق تطبيق إلكترونى «فيروس ميتر»، يرسل إشعارات إلى مستخدميه، تتضمن تصحيحاً دورياً للمعلومات المغلوطة المنتشرة حول الفيروس.
يحتوى التطبيق على عدة أقسام، جزء منه مخصص لمتابعة إحصائيات الدول حول انتشار الفيروس من حيث أعداد المصابين والوفيات والمتعافين، والجزء الثانى يخصصه للإرشادات والنصائح الطبية، التى تعلنها وزارة الصحة المصرية، ومنظمة الصحة العالمية، والثالث قائم على تكذيب الشائعات التى تنتشر حول عدد الوفيات والإصابات وطرق الوقاية الخاطئة التى قد تؤدى إلى الإصابة بالفيروس فى بعض الأحيان

سباق خير فى "المعتمدية" بعد دخولها الحجر الصحى
سعى المتطوعون لتوفير احتياجات أهالى قرية المعتمدية بعد دخولها الحجر الصحى بأكملها ، سيف أشرف، مساعد صيدلى، من أهالى المعتمدية، قرر تولى مهمة قياس السكر والضغط وتوفير الأدوية للمرضى فى منازلهم: «القرية دى شالتنى وكبرت فيها وخدمة أهلها واجب ودين فى رقبتى»، حبه لأهل قريته جعله لا يتأخر فى الوقوف بجانبهم فى أزمتهم، مؤكداً أنه يقدم هذه الخدمة للأهالى مجاناً: «فى ساعات الحظر بمشى بالكارنيه بتاع الصيدلية والأمن متعاون جداً».
خدمة أخرى قدمها وليد مصطفى، من أهالى القرية، وهى التعاون مع بعض أصدقائه وبيع الخضار على عربات نقل بأسعار الجملة: «من 9 الصبح لـ4 العصر وإحنا بنلف جوه القرية والناس بتنزل تشترى مننا من على الباب أو تنزل لنا السَبتّ، كل ده عشان الناس ما تنزلش السوق وتتزاحم ويبقى فيه فرصة لنقل العدوى».
تجديد العناية المركزية ببيلا بالجهود الذاتية
قام عدد كبير من الصيادلة فى مدينة بيلا التابعة لكفر الشيخ، بالتبرع بالكحول والكمامات توزيعها، بعد تزايد حالات الإصابة بالفيروس، فى المناطق المختلفة مثل مدينة بلقاس، خصوصا وإن مستشفى بيلا تحت الإحلال والتجديد منذ 5 سنوات، ومستشفى حميات بيلا يعانى من سوء حالة غرفة العناية المركزة، فاجتمع الصيادلة وعلى رأسهم الدكتورة دعاء رخا، مع إخصائى العناية المركزة بالمستشفى للتعرف على ما ينقص العناية المركزة، وقاموا دهان الحوائط، تجديد الحمامات، تبليط الأرضيات وشراء تكييفات وأسرة وأجهزة طبية تحتاجها الغرفة.

تنازل أطباء عن البدل لصالح المستشفيات الحكومية:
بعد أن أدرك الأطباء حاجة المستشفيات لمزيد من الدعم والمستلزمات، لعبور الأزمة الحالية، ومنع انتشار فيروس «كورونا»، أطلقوا دعوة نبيلة، هى التنازل عن البدل لصالح المستشفيات الحكومية، وقالت الدكتورة سحر محمد استشارى علاج الأورام وأحد المشاركين فى المبادرة: "أنها ستتنازل عن الـ75% الزيادة الممنوحة للأطباء لصالح تجهيز المستشفيات الحكومية لمواجهة كورونا.
"أنغام" تتطوع لتعقيم المنشآت الحكومية
ببدلة كاملة وأدوات تطهير، اختارت أنغام خاطر، تنظيف وتطهير الشوارع وأسواق الخضروات والفواكه، في محاولات منها لمكافحة تفشي فيروس كورونا، التي تعاني منه البلد، من خلال مبادرة تطوعية هى "بحبك يا بلدي، لدعوة المواطنين إلى التطوع في عمليات التطهير والتعقيم، مع انتشار فيروس كورونا، وتزايد حالات الإصابة يوماً تلو الآخر.
بأسطوانات أكسجين مجانية محمد ساند مصابى كورونا
لاحظ محمد فيومى من أسوان، تكدس مستشفيات العزل بالمصابين، وعدم وجود أماكن لاستقبال مزيد من الحالات، قرر المساعدة بشراء أسطوانتى أكسجين، والتبرع بهما لمن يحتاجهما. وتواصل محمد مع صاحب مخزن أسطوانات أكسجين، وعلم أن تكلفة «الأسطوانة والمنظم والماسك» 2500 جنيه تقريباً، فاشترى اثنتين ثم زاد العدد إلى 6 أسطوانات، لمساعدة أكبر عدد من المصابين غير القادرين على الشراء.

مبادرة مستشفى أهالينا المنزلى
مستشفى «أهالينا» المنزلى، كان من الخدمات الإلكترونية المقدمة عبر «فيس بوك»، ويستهدف توفير المساعدة الطبية الكاملة، لمصابى فيروس كورونا، وحالات العزل المنزلى أو الاشتباه، وفكرة المستشفى الإلكترونى بحسب الدكتور محمد توفيق، استشارى جراحة عامة بمستشفى جامعة حلوان، جاءت بعد تزايد أرقام المصابين التى تعلنها وزارة الصحة يوميا.
وقال الدكتور "محمد توفيق" وقتها: «مستشفيات العزل مابقاش فيها مكان، وحالات الإصابة بتزيد كل يوم، ووزارة الصحة كتّر خيرها شغالة ومش مقصّرة بكل هيئاتها، فجت فى دماغى فكرة مستشفى أهالينا، بالتعاون مع الدكتور شريف أحمد المتولى المدير الطبى لجامعة النيل، أننا نقدم نصايح لأهالينا فى منطقة حلوان، خصوصاً للى موجودين فى العزل المنزلى سواء حالات إصابتها بسيطة أو متوسطة".

مطبخ يجهز إفطار يومى خلال شهر رمضان لأطباء العزل

تقديراً لجهودهم فى محاربة فيروس كورونا، قرر العاملون فى مطبخ «سواعد» توزيع وجبات إفطار على العاملين بالمستشفيات فى محافظة الأقصر، كنوع من تقديم التحية والعرفان لجيش مصر الأبيض.
رحاب عبده، المسئولة عن المطبخ، أكدت أنها بدأت تجهيز الوجبات قبلها بثلاثة أشهر، من أجل توزيعها على المرضى فى المستشفيات، ومع انتشار فيروس كورونا، تغيرت طريقتهم فى التوزيع وبدأت فى التركيز على مستشفيات العزل التى تعالج مرضى كورونا.
تعليقات الفيسبوك