الصفحة الرسمية لهيئة الأرصاد الجوية عبر موقع الفيسبوك
تحذيرات هيئة الأرصاد الجوية، بشأن موجة الطقس السيئ المتوقع أن تضرب البلاد لمدة 3 أيام، دفعات 6 محافظات إلى اتخاذ سلسلة من الإجراءات الاحترازية، أبرزها تعليق الدراسة.
فى المقابل بدأ مواطنون، عبر مواقع التواصل الاجتماعى، رحلة بحث دؤوبة عن شرح تفصيلى يوضح شكل الطقس المتوقع، وأسبابه، والتطورات المحتملة، ما شجع البعض إلى استغلال الحدث، خاصة بعد تصدره قائمة "التريندات" على محركات البحث.
وظهرت كثير من الصفحات غير الرسمية، خصوصا على "فيسبوك" الذي شهد نحو 10 صفحات، تقدم معلومات ونصائح للمواطنين بعضها أكد أصحابها التزامهم بالدقة، والبعض الآخر يسعى فقط إلى جذب الزوار، بينما كان هناك نوع ثالث يقدم معلومات وهمية ومضللة، فى ظل تأكيد الهيئة العامة للأرصاد الجوية، المتكرر على ضرورة عدم تصديق أى معلومات بشأن الطقس، تصدر عن أى صفحات غير الصفحة الرسمية للهيئة.
وتنوعت عناوين الصفحات غير الرسمية لرصد الطقس، منها: "الطقسجى للرصد الجوى"، "جغرافيا الطقس والفلك"، "حالة الطقس فى مصر 2020"، "شبكة الطقس"، "أجواء الطقس فى مصر"، "الطقس الآن"، "الجو فى سطوحى"، "رصد طقس مصر"، "طقس الإسكندرية"، "رواد طقس مصر".
الأرصاد الجوية تحذر
نشرت الصفحة الرسمية لهيئة الأرصاد الجوية، عبر صفحتها الرسمية على "فيسبوك"، تحذيرا، يطالب بضرورة الابتعاد عن الصفحات غير الرسمية التى تثير القلق، إذ قالت: "يرجي متابعة التحديثات الخاصة بالنشرات الجوية، وعدم اتباع الشائعات والبعد تماما عن الصفحات التي تثير القلق والذعر، لذلك تهيب الهيئة العامة للأرصاد الجوية بتوخي الحذر في أماكن تساقط الأمطار الغزيرة ونشاط الرياح".

453 ألف شخص يتابعون "الطقسجى للرصد الجوى"
أحد تلك الصفحات التى تقدم تنبؤات الطقس، وتحظى بشعبية كبيرة، هى صفحة "الطقسجى للرصد الجوى"، إذ يتابعها أكثر من 453 ألف شخص، ويملكها شاب يدعى "مايكل كرم" 33 عاما، يعمل فى مجال التسويق، لم يرفض التحذيرات التى أعلنتها الهيئة العامة للأرصاد الجوية بشأن عدم الاعتماد على صفحات غير رسمية فى معرفة أحوال الطقس، بل اعتبرها واجبة بالفعل.
يقول مايكل: "فى صفحات بالفعل تنشر الهلع والقلق، من خلال المعلومات التى تقدمها، مثال بسيط، هناك شئ معروف بالنسبة لمن يقومون بالتنبؤ بالطقس اسمه نموذج محاكاة الطقس، وهو يتوقع حدوث ظاهرة جوية ما، فهذا النموذج يتم إرساله للشخص المختص بعرض معلومات عن الطقس فقط، ليكون فى حساباته عندما يعرض أى معلومة، لكن البعض للأسف يأخذ هذا النموذج ويقدمه كما هو للناس، وهذا أكبر خطأ".

"الطقسجي" يحب العلوم والجغرافيا
أنشأ "مايكل" صفحته منذ 8 سنوات، وكان الدافع الأساسى لها هو حبه للعلوم والجغرافيا والفضاء والأرصاد الجوية منذ صغره: "لما كبرت واشتغلت فى مجال التسويق، بدأت ألاحظ حبى الشديد لفكرة الأرصاد الجوية، وعملت على تثقيف نفسى من خلال المواقع الرسمية، وأخذت الكثير من الدورات من جهات متخصصة أجنبية خصوصا من هولندا، وتعلمت كيفية شرح أحوال الطقس على طريقتهم، وكيفية التعامل مع الرموز على الخرائط، فأنا بالفعل كنت هاوى فى البداية، لكن حاليا أنا معى شهادات ومن جهات متخصصة، تثبت أننى أقدم تلك التنبؤات بشكل دقيق إلى حد كبير".

يعتمد أدمن صحفة "الطقسجي" على النشرات التى تقدم مجانا عبر هيئة الأرصاد الجوية العالمية للكثير من المواقع: "أنا أقوم بمهمة التنبؤ بالأرصاد الجوية، لأننى أحبها، وأحاول أن أطور نفسى فيها باستمرار، ومع ذلك تظل هيئة الأرصاد الجوية هى الأساس".
وحيد سعودى: الصفحات غير الرسمية خطر
"خطر، لأنهم مجموعة من الهواة غير المتخصصين"، بهذه الكلمات وصف الدكتور وحيد سعودى المتحدث الرسمى باسم هيئة الأرصاد الجوية سابقا، ظهور تلك الصفحات وتأثيرها، مؤكدا أن أول أسباب خطورتها هى أن من يقدمها غير مؤهل تقديم نشرات جوية: "عملت فى مجال الأرصاد الجوية أكثر من 37 عاما، لكن قبل أن أبدأ العمل أنا أو أى شخص كان لا بد من فترة إعداد وتأهيل لا تقل عن 5 أعوام".
ووصف "سعودى" عملية تقديم أخبار وتنبؤات للطقس، بأنها من أخطر المهمات، رغم أن البعض يعمل على التقليل من الجهود المبذولة فيها: "هى سلاح ذو حدين، فتلك التنبؤات قد تتسبب فى كوارث إن لم تكن دقيقة أو حدث بها خطأ بسيط، ومن أمثلة تلك الكوارث التسبب فى وفاة أشخاص، هدم منشآت، كساد اقتصادى، لذا من حق هيئة الأرصاد الجوية أن ترفض أى جهة غير رسمية تقدم تلك التنبؤات والنشرات".
وقال خبير الأرصاد، إن أصحاب تلك الصفحات، فى الغالب يعتمدون على تنبؤات خارجية وخرائط من دول أجنبية: "أكيد تلك الخرائط لن تكون دقيقة كما تصدر من الهيئة الرسمية الخاصة بالدولة، كما أن هيئة الأرصاد لديها أجهزة وخرائط ودوريات متخصصة فى مجال التنبؤات، فأى معلومة تصدر تكون تم التأكد منها أكثر من مرة، لذلك فعلا على المواطن العادى الحذر من تلك الصفحات مهما تطابقت تنبؤاتهم مع الواقع".
تعليقات الفيسبوك