تدفي المعدة والقلب.. "شيماء" توزع وجبات على الأشخاص بلا مأوى في الأمطار بطنطا
على طاولة مطبخها، تتراص العشرات من أطباق "الفويل" الممتلئة بالأرز، لتحاول مسرعة إنهاء طعام أسرتها البسيطة، بينما تعود لطهي "البانية" وتغليف الوجبات، لتحملها في حقيبة بلاستيكية عبر عدة مواصلات، حتى تصل لوجهاتها المختلفة وهدفها الوحيد، هو تدفئة بطون الأشخاص بلا مأوى في الأيام الممطرة.
على الأرصفة وفي الشوارع، يمكثون ليلا ونهارا، اتخذوها مسكنا لهم، لينتظروا المساعدات بين الحين والآخر، بينما تتهلل أساريرهم مع مد يد العون، خاصة في الشتاء، لذلك فكرت شيماء أيمن في مساعدة الأشخاص بلا ماوى والمحتاجين بطريقتها الخاصة، وهي توزيع الوجبات عليهم شهريا.
وفرت الأم الثلاثينية من مصروف بيتها المتواضع، ما يقرب من 300 جنيه، قبل نحو شهرين، من أجل طهي نحو 30 وجبة خصيصا للمحتاجين، تتكون من أرز ودجاج وفاكهة، لتوزيعها عليهم بسبب آثار جائحة كورونا والأمطار الغزيرة التي شهدتها البلاد، في قريتها الشيخ مصطفى إسماعيل، القريبة من مدينة طنطا.
"تدفئة البطون والأجساد".. هو هدف شيماء من تلك اللافتة لحماية الأشخاص بلا مأوى من درجات الحرارة المنخفضة، خاصة مع تحذيرات قسوة الشتاء هذا العام، ومعرفتها الحقيقية بحاجة الكثيرون في القرية، لذلك بادرت بتلك الوجبات بأول كل شهر، وتحرص على مشاركة ابنتها معها لزرع حب الخير ودعم الآخرين في قلبها منذ صغرها، فضلا عن سعيها لزيادة عددهم ومضاعفتها بالشهر خلال الفترة المقبلة، حيث تستعد لتوزيع دفعة جديدة اليوم مع موجة الأمطار المنتظرة.
لم يقتصر الأمر على ذلك، وإنما شجعت أيضا الأم الثلاثينية أصدقائها وأقاربها لتقديم المساعدة نفسها في قريتهم للوصول لأكبر عدد، فضلا عن دعوة الآخرين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لتلقى إعجابا كبيا من الكثيرون، لدرجة طلب أحد المصريين المقيم بدبي منها طهي المزيد من الوجبات مقابل إرسال المال لها لشراء المكونات.
"كفاية دعوتهم وسد حاجتهم".. يعتبر ذلك كفيلا لشيماء التي وجدت سعادة بالغة في مبادرتها لتوزيع الوجبات، والتي لمست تأثيرا كبيرا عليها أيضا "أنا اللي بفرح بده وربنا كرمني جدا من ساعتها"، لذلك تفكر في توزيع بطاطين أيضا عليهم في الفترة المقبلة.
تعليقات الفيسبوك