منذ عدة أشهر قرر ثمانية أصدقاء من منطقة البدرشين التابعة لمحافظة القاهرة، القيام بحملة تنظيف لمقابر القرية بعد انتشار أعمال السحر وحودث أشياء غريبة لم يعتاد عليها أهل المنطقة، ما دفعهم لإطلاق مبادرة خاصة لجمع أعمال السحر ومن ثم تنظيف المقابر منها.

بدأوا في تنظيف المقابر من الخارج ولكن لم يجدوا أشياء غريبة سوي بعض قطع القماش الملفوفة والمدون عليها عبارات غريبة، ولكنها لم تلفت انتباههم إذ اعتادوا على رؤيتها.
قرر الشباب البحث داخل القبور والشواهد: "بدأنا نحفر عادي في المقابر، طبعًا الموضوع كان مرهق جدًا، وبعد كده بدأنا نركز على نقاط معينة، تحديدًا في اتجاه الدماغ، يمين التربة، وأحيانا كنا بنلاقي قدام الباب بتاع القبر، وكنا بنحاول نقرأ اللي مكتوب"، قالها حازم غنيم أحد أفراد الحملة، موضحًا لما ركزنا شوية بدأنا نلاقي ملابس أطفال، وملابس داخلية للسيدات، هدفها التفرقة بين الزوج وزوجته".
ولفت "حازم" إلى أسوأ ما وجده داخل القبور من أعمال السحر الأسود: "كانت بتبقى موجوده جوه رأس أرنب أو رجل ماعز، أو جوه سمكة ميتة، كان الهدف في وضعها بالشكل ده هو إن محدش يقرب منها أو يحاول يعرف فيها إيه، علشان كده بيحطوا السحر جوه الحاجات دي لأنها بتكون متحللة، فمستحيل حد يجيله قلب يقرب منها".
وأكد، على أن كل من شارك في المبادرة أصابه السحر متمثلا في أضرار صحية وجسدية ونفسية ومالية قد أصابت كل من شارك في تلك الحملة، حيث أرجعوا تلك الأشياء التي حدثت لهم إلى الدجالين، وزعموا أن تلك الأشياء مدبرة لهم ومكايدة من الدجالين:"الشيخ اللي كان بيفك السحر ده، دخل المستشفي الباطني، وكان عنده تلوث في الدم بدون أسباب، ومشاكل في القلب، وقعد شهر كامل في المستشفى وبعد كده كلم شيخ صديقه، فالشيخ قاله إنت معمول لك سحر أسود".
بعد أيام قليلة توفي أحد الذين شاركوا في حملة التنظيف بحسب ما أكده" حازم" والذي ألمح إلي أن الوفاة ربما تكون جاءت نتيجة مشاركته في الحملة: "كان عنده 28 سنة، وكانت صحته كويسة جدًا وفجأة مات".
وتابع: "واحد تاني كان بيحب مراته جدًا حصلت بينهم خلافات جامدة وطلقها، وواحد تاني عنده طفلة طول الوقت بتعيط ومش عارف هي عندها إيه ولف على كل الدكاترة، لحد ما وداها للشيخ، وأنا إبني مات".
وأشار "حازم"، إلي أنهم لم يعيروا اهتمامًا بما حدث في البداية، حتى أشار إليهم الشيخ الذي كان مشارك في الحملة أن مايحدث له علاقة بحملة تنظيف المقابر من السحر التي قاموا بها: "لحد دلوقتي مش فاهمين فيه إيه".
ومن جانبه أكد الشيخ عبدالحميد الأطرش، رئيس لجنة الفتوي بالأزهر الأسبق، أن ما يحدث لهم لا علاقة له بالسحر، لأن الساحر لا يفلح، موضحًا أن ما يحدث لهم تدبير إلهي لا علاقه له بحملة التنظيف التي يتحدثون عنها: "السحر هو تخيل، وما يفعل من أعمال سحر وما إلي ذلك كل هذه أوهام يتخيلها الإنسان، وإذا ما دخل الوهم إلى إنسان يصاب بمرض الوهم".

يحكي "الأطرش" أنه ذات يوم دخل مجموعة من الرجال في أحد مناطق محافظة البحيرة في رهان حول القدرة علي دق قطعة خشب أمام أحد مقابر القرية التي كانت لساحر، دون أن يمسسه شيء، وهنا قرر أحد الرجال قبول التحدي وذهب بالفعل إلى المقابر وهم بدق الخشبة وحينما انتهي جري كي يخبر أصحابه أنه استطاع دق الخشبة ويحصل علي الرهان، لكن دون أن يدري أنه كان يدق جلبابه أيضا، وحينما بدأ في الانصراف تعلق جلبابه بالخشبة فمات من الرعب لأنه ظن أن سحر قد أصابه وأن الساحر أمسك بجلبابه: "جاءه الوهم فمات، إذا نؤكد أن السحر لا يضر ولا ينفع بغير إرادة الله، فما يحدث لهم هو من تدبير الخالق".
وعن تنظيف المقابر يقول رئيس لجنة الفتوي بالأزهر الأسبق، إنه يجب احترام من في القبور: "الإسلام أمرنا ألا نجلس على مقبرة وهؤلاء حين نزلوا المقابر قد يكونوا آذوا من في المقابر، ما يقال وهمي وتلك أمور صادفت موعد حملة التنظيف".
تعليقات الفيسبوك