سيدة لم تكمل الـ30 من عمرها، تجوب الشوارع وفي يديها طفل في عامه الرابع، وآخر على ذراعها بعامه الأول، لا ترى أمام عينيها سوى لقمة العيش، وعلى عاتقها حمل العودة للمنزل بطعام لصغيريها، بعد أن انفصلت عن زوجها في سن صغيرة وترك لها طفلين مسؤولين منها.
25 عاما عاشت خلالها السيدة ليلى عبدالعزيز عبدالمقصود، حياة قاسية، تحملت خلالها مسؤولية ولدين محمد 30 عاما، ومحمود 27 عاما، خاصة بعد إصابة الأول بنزيف وضمور في العين أفقده الرؤية بشكل شبه تام، وما زاد الطين بلة، وفاة الأب في شهر يوليو الماضي.
بداية فقدان محمد لنظره جاءت بمشاكل في شبكية العين، ثم انفصال بها، قبل أن يقضي خطأ طبي على القرنية، ليصاب بنزيف كبير، يقوم على إثره بأكثر من عملية في العين، قبل أن يفقد نورهما، ولكن ليس للأبد بل يتشبث بالأمل في عودته، "نفسه يرجع يشوف من تاني".
الطعام والشراب والملابس.. جميعها أمور تتولاها صاحبة الـ57 عاما في حياة نجلها، حيث تراعي مواعيد طعامه ونومه، وتهتم لأنواع الأدوية التي يأخذها ومواعيدها المنتظمة، "علاجه بيدخل في 1000 جنيه كل شهر، وربنا وحده عالم بالحال، المبلغ كبير غير المياه والنور والمعيشة، وولاد الحلال بيساعدوا".
تعاني السيدة المقيمة في شارع عبدالعزيز وهدان بمنطقة عزبة النخل الشرقية في محافظة القاهرة، من أمراض عديدة مثل السكر والضغط، والتي تتكلف علاج آخر، ولكنها لا يعنيها في حياتها سوى علاج نجلها، "هو ما شاء الله عليه متخرج من الجامعة ومعاه ليسانس حقوق بس عينه عاملة أزمة في حياتنا".
قدر المستطاع تعالج "الحاجة ليلى" نجلها ولسانها لا يكف عن الدعاء له، ولكنه سمع عن أدوية وطرق تعالج مرض الضمور الذي أصابه في بلدان مختلفة مثل روسيا وألمانيا، "هو أمنية حياته يرجع طبيعي ويشوف، وأنا لو عليا أديله نور عنيا يشوف بيهم، ومش بتمنى حاجة غير إنه يرجع سليم من تاني، ونفسي حد يساعده".
تعليقات الفيسبوك