بعد أزمة كورونا في مارس الماضي وغلق المحال التجارية وتفعيل حظر التجوال، اضطر أصحاب المحال إلى تسريح وطرد العمال الموجودين في أغلب المطاعم، لقلة الإقبال على المطاعم في ذلك الوقت، لم ييأس "علي الزعيم"، 29 عاماً، عامل في أحد مطاعم الكشري، بعد طرده من العمل، متحدياً ظروفه الصعبة، ليقرر فتح مشروع لمطعم "كشري" أيضاً، رغم عدم امتلاكه أي أموال نهائياً، ويربح منه يوميا 400 جنيه في المتوسط.
كانت البداية عندما تم تسريح العمال من المطعم بعد تحديد مدة فتحها حتى الساعة الخامسة مساء، بعض العاملين أخذ يندب حظه في البيت، مستسلماً دون سعي، ولكن "الزعيم"، قرر أن يفتتح مطعماً بإمكانيات بسيطة بسبب انعدام رأس المال بالنسبة له، مضيفاً: "وقت إغلاق المطاعم أصحاب المحلات طردونا، وقعدت في البيت شهرين، لكن مين هيصرف على بيتي، ففكرت أفتح مشروع بأي طريقة ومكنش معايا ولا جنيه، يدوبك مصاريف البيت، أجرت عدة الشغل وبدأت أشتغل على قدي".
برأس مال صفر، بدأ "الزعيم" مشروعه متكئاً على بعض أصدقائه لاستلاف منهم بعض المال، ونجح مع الوقت في سد ديونه التي تراكمت عليه بسبب المطعم، لافتاً إلى أنه يعمل حسب إمكانياته البسيطة، فأسعار علبة الكشري لا تتخطى الـ 7 جنيهات: "اللي عاوز يشتغل مش هيقعد يندب حظه، لازم يبقي في فعل، عشان كدة اختارت مكان مناسب والأسعار رخيصة جداً بتبدأ من كيس الكشري بـ 2 جنيه لأن عندنا ناس بسيطة ولسه بتاكله في كيس، والعلب بـ 5 جنيه و7 جنيه".
في قرية أبو رضوان بمحافظة الجيزة، وأمام إحدى المدارس الابتدائية هناك، يقف "الزعيم" منتظراً قدوم التلاميذ الصغار في الصباح، ليهدي لهم "كيس الكشري" الذي يشبع بطونهم وتكلفته تكاد تكون ضعيفة للغاية، مشيراً: "أنا في منطقة شعبية والناس هنا بسيطة جداً والأطفال مصروفهم يدوبك على القد، عشان كدة سعر الكيس مناسب للطلاب دول، والحمد لله ربنا بيرزق، والكيس بيبقى فيه مكرونة وصلصة ودقة"، مؤكداً أنه افتتح مشروعه منذ 6 أشهر.
تعليقات الفيسبوك