رغم قرار التعليم بعدم طباعة الكتب المدرسية للمرحلة الثانوية هذا العام، وتوفير المناهج على المنصات الإلكترونية بموقع الوزارة، بعد تسليم الطلاب التابلت، بالإضافة إلى بث قنوات تعليمية لمتابعة دروسهم، لمساعدتهم على التحصيل الدراسي الجيد، والابتعاد عن الدروس الخصوصية، لكن هناك بعض التجار الذين استغلوا هذا القرار، وقاموا ببيع الكتب المدرسية داخل السوق السوداء بأسعار باهظة تتراوح بين 250 و350 جنيها.
"الوزير قال إن الامتحان أوبن بوك، وأساسا مفيش كتاب، حتى لو الكتاب بقى إلكتروني ابني مش بيعرف يذاكر عليه نهائي، وبيقعد يلعب بدل ما يذاكر، وأفضل وسيلة هي الكتاب المدرسي، بتخلي الطالب يركز إنما التابلت مشكلته كمان النت"، بحسب عبدالحليم همام، أحد أولياء الأمور.
يستغرق همام، جهدا كبيرا ووقتا أيضا، للبحث عن الكتب المدرسية القديمة وشراءها: أنا بدور لابني على الكتب، كأني بدور على ممنوعات مش موجودة، والتجار بيخرجوها بالعافية، وكمان بيغلوا علينا الأسعار، عشان هما عارفين أننا مضطرين نشتريها لولادنا ويقدروا يذاكروا منها".
يحرص الرجل، على أن يذاكر نجله من الكتاب المدرسي التقليدي، أما التابلت فخصصه لمتابعة سريان المنهج فقط: "ابني مش عارف يذاكر منه، والنت بيفصل عليه كتير، ده غير أن فكرة مسك التابلت بدل الكتاب بتعمل تشتيت كبير، والطلاب مش متعودين على كده"، ولا يزال يبحث "عبد الحليم" عن الكتب الدراسية بنسخة قديمة داخل سور الأزبكية.
"اشتريت لابني الكتب كلها ماعدا الإنجليزي بـ250 جنيه، وده كان بياع واحد، في بياع تاني بيبعهم بـ350 جنيه فقولت أوفر الـ100 دي، وأجيب بها كتاب خارجي أحسن"، بحسب هالة نبوي أحد أولياء الأمور، التي عبرت عن استيائها الكبير من ارتفاع أسعار الكتب، وعدم توافرها داخل المدرسة.
تقول هالة: "أنا وولادي من الناس اللي مقدرتش تتأقلم على استخدام التابلت، ويادوب بيقدر يتابع القنوات التعليمية على الإنترنت، وقولت نذاكر كعادتنا من الكتاب المدرسي لأن ابني مش هيفتح التابلت يذاكر، لكن هيلعب بس".
وعانت "هالة" كثيرا حتى وجدت نسخة قديمة من الكتب المدرسية، تُباع داخل سور الأزبكية: "ده غير أن التجار بيخافوا يقولوا أنهم بيبعوها، ولا كأنها دواء مش موجود في السوق"، مضيفة أن تلجأ إلى طريقة معينة في استخدام للكتب القديمة، موضحة: "ابني هيشوف الملغي ومش هيذاكره، ويذاكر المقرر عليه من الكتاب أفضل".
تعليقات الفيسبوك