منذ يومين خرج كعادته في المساء حاملاً شبكته أو سنارته، ليتمكن من اصطياد بعض الأسماك من ترعة الإسماعيلية، ولكنه رزق هذه المرة برزق وفير، إذ أنه لم ينجح في الحصول على الأسماك، بل حصل على رضيعة عمرها لا يتجاوز يومين ملطخة بالدماء على وجهها وملقاة بجانب البحيرة.
عبده بنور، صياد من مدينة أبو زعبل بمحافظة القليوبية، يحكي أنه كان ذاهبًا للاصطياد كعادته، ولكنه قبل أن يفرد شبكته سمع صوتًا غريبًا، وحاول الاقتراب منه خطوة تلوى الأخرى، ليتأكد أنه صوت مولود صغير قد نشف ريقه من كثرة العطش، ودبل وجهه من شدة الجوع، ليحمله إلى بيته ويقضى بين أسرته يوماً كاملاً: "الكلام دا حصل أول امبارح الساعة 9 بالليل، لقيتها بين البوص المزروع في البحيرة، الصيادين اللي كانوا موجودين قالولي إنهم سامعين الصوت من ساعتين، بس كانوا فاكرينه صوت قطة".
نصحه الجميع بإخلاء مسئوليته، والذهاب لتحرير محضر إثبات حالة في قسم الشرطة، ولكنه أجل ذلك القرار بسبب حالة الطفلة صعبة، ليقرر بعدها الذهاب إلى بيته وإعطاء الطفلة إلى زوجته لتعتني بها وتقضي من كافة احتياجاتها.
وبحسب "عبده"، فخلال ذلك اليوم كانت الأسرة قد تعلقت بالطفلة وقررت تبينها وعدم التخلي عنها: "زوجتي جابتلها لبن وينسون وكراوية والبنت بقت كويسة نوعًا ما، تاني يوم روحت بيها قسم الخانكة عشان أعمل محضر إثبات حالة، والبنت راحت المستشفى عشان يكشفوا عليها".
حاول "عبده" كثيرًا عدم التفريط فيها بعد تعلق أسرته بها، ولكن في النهاية حسب قوله، تم وضع البنت في بيت من بيوت الرعاية وتسميتها باسم مستعار، لتدفع جريمة أب وأم تجردوا من إنسانياتهم ورموا قطعة منهم في الشارع: "كان نفسي أربيها بين ولادي لأنهم اتعلقوا بيها جدًا، وأنا كمان حبيتها ولما سيبتها كنت هعيط، لأن أنا اللي أخدتها في حضني ودفيتها في عز البرد".
تعليقات الفيسبوك