يوم عادي كباقي الأيام التي يعيشها "أبو علي" 33 عامًا، سائق التاكسي، من المعادي، للتجمع، يبدأ سيره يوميًا، بميادينهم وشوارعهم الواسعة، يُقابل العديد والعديد من الزبائن، الذين اختلفت وجوههم، وحالاتهم المادية، ومكانتهم ووظائفهم، في البداية والنهاية هم زبائن، لا ينتظر منهم سوى حُسن المعاملة، وأجرة عمله. فلم يحصل السائق طيلة سنوات عمله، إلا على أجرته فقط، التي تكفيه يومًا، ويومًا لا، حتى إن صادفه مؤخرًا، ظرف به 80 ألف جنيه، على المقعد المجاور له، والذي بالطبع تركه أحد زبائنه ناسيًا مع زحام الحياة، وإنشغال الفكر.
لم ينظر لمغريات المبلغ الذي وجده بالصدفة، ولم يفكر في ضيق حالته المادية، لم تؤثر عليه التزاماته، أو حتى حاجته وحاجة أسرته، ضميره رقيبه، وأمانته وحدها هي من تحركه.
صورة من الظرف تكشف عن النقود، ومنشور على إحدى المجموعات العامة على موقع التواصل الاجتماعي، فيسبوك، قرر "أبو علي" البحث عن صاحب الظرف، على نطاق واسع، بعدما نشر صورة الظرف، مرفقًا معها رقم هاتفه لسهولة التواصل معه.
هكذا فعل سائق التاكسي، وهو أب لطفلة عمرها 3 سنوات، حتى استطاع الوصول لمالك الأموال، وسلمها نقدًا. ملقتش قدامي إلا النت كان لازم أوصله.
هكذا تحدث "أبو علي" لـ "الوطن" مؤكدًا أن موقع التواصل الاجتماعي، "فيسبوك" كان وسيلته الوحيدة للوصول لصاحب الأموال، قائلًا:"معرفش ليه اسم ولا عنوان ولا رقم، مجرد زبون عادي وديته مشوار للبنك وبعدها مجمع محاكم، واتفاجئت إنه نسي فلوسه".
وتابع السائق الأمين: "وصلي مكالمات كتير جدًا من ناس كانت بتهزر، وناس تدعي إنها صاحبة الفلوس، ويقولوا مبلغ غير اللي لاقيته، لحد ما هو وصلي فعلًا لما المنشور انتشر".
وأضاف "أبو علي": "كلمني وسألته على أمارة عشان أتأكد، وبعدها قابلته واديته فلوسه اللي سابها معايا".
واختتم: "عرض عليا مكافأة لكن رفضتها، الله أعلم برضه بظروفه".
تعليقات الفيسبوك