كان ظهور مسلسل "ما وراء الطبيعة" المأخوذ عن سلسلة بنفس الاسم للمؤلف أحمد خالد توفيق على شبكة نتفلكس، مثار ترحاب لدى الكثيرين خصوصاً من جيل الشباب، الذى صاحبته السلسلة بتنويعاتها خلال فترة نموه ونضجه الفكرى في فترة التسعينيات.
ولم تمر أيام قليلة على ظهور المسلسل، حتى كان إعلان الكاتب والرسام "خالد الصفتي" عن تحول سلسلة روايات "فلاش" التي يكتبها ويرسمها إلى مسلسل كارتوني "سيظهر بشكل عالمي"، كما عبر على حسابه على الفيسبوك، والذي لم يلق الترحيب فقط، بل الفخر أيضا بأن جيل المراهقين والأطفال أصبح يقدم لهم إنتاج مصري خالص، مستوحى من التراث والبيئة المصرية، بعد فترة غير قصيرة من ندرة الأعمال المحلية.
من فات قديمه "تاه"
"من فات قديمه تاه" يبدو الوصف الأمثل، لظهور المسلسلين، اللذان ظهرا في نفس التوقيت، فروايات ما وراء الطبيعة بدأت في الصدور عام 1993، وكذلك سلسلة روايات "فلاش" التي بدأ إصدارها عام 1994، وكلاهما كان موجه لجيل الأطفال والمراهقين، أما المسؤول عن الإصدار فهو نفس الجهة المؤسسة العربية للنشر والتوزيع، وهي تحتوى على العديد من الشخصيات التي تمثل كل منها إحدى سلبيات المجتمع بشكل نقدي ساخر.
عودة للتركيز على الأعمال الفنية المقدمة للأطفال والمراهقين
"أتمنى أن تكون عودة للتركيز على الأعمال الفنية المقدمة لفئة الأطفال والمراهقين بشكل عام فى مصر" كلمات إبراهيم عادل، كاتب وناقد أدبي، بخصوص تحول سلاسل روايات الجيب "فلاش" و"ما وراء الطبيعة" إلى مسلسلات تليفزيونية وكارتونية.
وأضاف إبراهيم: "بخصوص ما وراء الطبيعة، الفكرة بدأت منذ فترة طويلة، وما أعرفه أن المخرج عمرو سلامة كان قد اتفق مع الكاتب أحمد خالد توفيق قبل رحيله منذ عام 2007 أو 2008، على تحويل الرواية إلى عمل فني سواء مسلسل أو فيلم، لكن لم يكن هناك فرصة، أو بالأصح لم يكن هناك شركة إنتاج تتبنى الفكرة".
فكرة فارقة في نفوس الأجيال الجديدة
واعتبر "إبراهيم" أن ظهور تلك الأعمال وخصوصا "فلاش" وتحويلها إلى مسلسلات سواء كانت كارتونية أو مادة فيلمية هي فكرة عظيمة، لأنها ستكون فارقة في نفوس وفكر الأجيال الصغيرة والجديدة التي ستتعرف على كتاب مصريين لديهم الجرأة في القلم، والأفكار الإبداعية الخلاقة: "هي ستكون حلوة كمادة ثرية وغنية، لأنها تدفع الأطفال والمراهقين نحو العودة لقراءة تلك الأعمال، وفلاش فعلا مادة حلوة للكارتون".
دليل على فجوة في الإنتاج المصري
ولكن على جانب آخر اعتبر "إبراهيم" أن ظهور تلك المسلسلات يكشف عن فجوة كبيرة في الإنتاج: "هذا يدل على أن كثير من الأعمال المميزة والعظيمة ستظل حبيسة الأدراج، أو الرفوف في المكتبات، طالما لم يوجد شركة إنتاج متحمسة للأعمال والأفكار، وللأسف نحن لدينا مشكلة كبيرة في الإنتاج المصري الموجه للأطفال والمراهقين سواء تليفزيوني أو كارتوني أو حتى الأفلام وذلك مقارنة بالإنتاج العربي الذين يملكون قنوات وبرامجم مختلفة ومتنوعة، ونحن للأسف كنا قديماً فى الصدارة خصوصا فترة الستينيات، ولكن كل ذلك تراجع الآن بسبب تراجع الإنتاج الحكومى والخاص، وأتمنى لو يكون هناك عودة ولو قليلاً للتركيز على تلك الفئة التي تعد أساس المجتمع المصري".
تعليقات الفيسبوك