حياة عادية كان يعيشها "باسم حمادة"، كأي مراهق في مثل عمره، ساعات يومه كان يقضيها بين الدراسة واللعب، لا جديد يذكر ولا إنجازات تحقق، إلى أن وقعت الحادثة الكبرى التي غيرت مجرى حياته بالكامل، ليفقد فيها قدرته على الحركة تماما وبات الكرسي المتحرك رفيق رحلته التي واجه خلالها عثرات عدة استطاع النهوض منها سريعا، واجه الرفض بالتحدي واليأس بالإرادة وخرج إلى الجميع معلنًا مشروعه الخاص وانتصاره على الظروف التي كادت أن تكتب نهايته في ريعان شبابه.
حادث انقلاب توكتوك في 2014 أصاب "باسم" بفقدان الحركة وأصبح من مستخدمي الكرسي المتحرك
ست سنوات فقط شكلت حياة "باسم حمادة" من جديد، ملامح يومه من قبل ديسمبر عام 2014، لم تتشابه مع حاله الآن، بعد تعرضه لحادث في طريق عودته إلى بيته بعد انتهائه من وقت التدريب المخصص له في"الجيم"، وبحسب روايته في حديثه لـ"الوطن" انقلب الـ"توكتوك" الذي كان يستقله إلى بيته في إيتاي البارود التابع لمحافظة البحيرة، "دخلت مستشفى في إسكندرية 15 يوم وحالتي متشخصتش صح في البداية"، وبعد مضي شهرين كاملين على خروجه من المستشفى داهمته ألام مبرحة وضيق شديد في التنفس، انتقل على إثره إلى القاهرة بحثًا عن طبيب يفسر انتكاسته من جديد.
رحلة بحث طويلة بين الأطباء والمستشفيات تم تشخص حالة "باسم"، البالغ من العمر 26 عاما بعدها بـ"شرخ" في الفقرة الرابعة والخامسة عنقية تسبب في الضغط على الحبل الشوكي وفقدانه الحركة، حسبما أخبره أطباء مستشفى القصر العيني، في لحظة توقفت عندها عقارب الساعة لم يعِ ما يحدث من حوله، حينها، "دخلت في غيبوبة يوم كامل".
في 2017 بدأ دراسة التسويق الإلكتروني عبر الإنترنت
ثلاث سنوات مضت على الحادثة، واجه فيها "باسم" عقبات عدة، صارع فيها شعور باليأس والهزيمة، حتى اتخذ قرارًا بالنجاح وكانت انطلاقة نجاحه من أغسطس 2017، "بدأت اتعلم الديجيتال ماركتنج أون لاين في محاولة مني أنه مش هينفع أفضل كده ولازم اتقدم خطوة"، واجتاز بعدها عدة دورات تدريبية وبدأ في التنفيذ العملي لما درسه.
باسم: مرة رحت اتقدم لوظيفة واحد قالي أنا هعمل بيك إيه أنا عايز حد ينزل مواقع
في رحلة بحثه عن الوظيفة التي تناسب مجال تخصصه وظروفه الصحية الجديدة، واجه الشاب العشريني رفضًا من البعض، يروي بعضها لـ"الوطن" بقوله، "مرة روحت اتقدم لوظيفة واحد قالي أنا هعمل بيك إيه أنا عايز حد ينزل مواقع"، حتى شاء القدر بعد أشهر طويلة أن يتولى منصب مسؤول تسويق في الشركة نفسها بعد أن نجح في أماكن آخرى.
شوطا طويلا من المقاومة، قطعه الشاب السكندري الحاصل على دبلوم صنايع، في محاولة منه للتشبث بالحياة رغم مرارتها، قاوم وثابر، وقرر أن يطلق مشروعه الخاص في مجال التسويق الإلكتروني، "عملت من سنة تيم تسويق صغير فري لانسر"، واستأجر مكتبا صغيرا في مدينة السادات التي انتقل منذ 4 سنوات إليها، كمقر ثابت لشركة تسويق ورحلات داخلية خاص به، "قريب جدا هيبقي كيان عظيم عشان أنا تعبت كتير وربنا أكيد هيعوضني"، بحسب تعبيره.
تعليقات الفيسبوك