"الطول هيبة"، ولكن أصحابه يلقون الكثير من المعاناة في حياتهم، إذ تكمن المشكلة الأساسية في طول القدم الذي يعوق أصحابه من الراحة أثناء استقلالهم وسائل المواصلات، بالإضافة إلى تنمر البعض عليهم.
أحمد خليفة، 25 عامًا، يقطن محافظة البحيرة، يصل طوله إلى 182 سنتيمتر، يحاول دائمًا تجنب ركوب الميكروباص بسبب طول قدمه الذي يعوقه من الارتياح أثناء الجلوس، كما يصيبه بالكثير من الآلام عندما يضطر أحيانا إلى ركوبه بسبب قلة المواصلات أو عدم توافر الوسائل الأخرى: "محدش بيقدر يستغنى عن وسائل المواصلات، بس هي بالنسبالنا كطوال القامة مشكلة، لأن رجلي مبعرفش أوديها فين، فبضطر إني أركب على الكرسي القلاب وأدفع حساب الكرسي اللي قدامي عشان أمدد رجلي براحتي"، موضحًا أن طوال القامة يتمتعون بمميزات كثيرة مثل السرعة ولعب الرياضة.
لم تنجو "آية محمد"، 19 عامًا، من التنمر على هيئة جسدها النحيف مع طول قامتها، حيث بلغ طولها 170 سنتمتر، ووزنها 48 كيلو متر فقط، فضلاً عن صعوبة وضع ركبتها في الميكروباص بسبب ضيق المساحة بين الكراسي وبعضها: "بقابل كمية تنمر على الطول معرفش ليه، ببقي ماشية في الشارع والناس بيشبهوني بالقصب أو بيقولوا زرافة ماشية على الأرض، أو شبه خلة السنان"، عبارات تتلقاها الفتاة مما يثير الحزن في قلبها.
أشرف أحمد، 16 عامًا، يقطن بمدينة المنصورة في محافظة الدقهلية، يحكي أنه لا يقدر على استقلال الـ "تاكسي"، بسبب غلاء سعره، فيضطر إلى ركوب الميكروباص الذي يصيب قدمه الطويلة بالإجهاد، فضلاً عن اصطدام رأسه بسقف السيارة عند مرورها على إحدى "المطبات": "طولي مش مناسب لركوب الميكروباص، وكمان الكراسي بتبقي ضيقة ورجلى بتتعبني جدًا، وبعاني في كل مواصلة بركبها، لدرجة إني كرهت المواصلات".
تعليقات الفيسبوك