داخل قرية سلوا قبلي، مركز كوم أمبو بمحافظة أسوان، وعلى مدار أعوام، أصبح العيش داخل مسكنه أمرًا مستحيلًا، فالمياه تغمر المكان من جميع الجهات، بل وأتلفت أثاث المنزل بأكمله، وبات المشهد يشبه أحد المصارف الصحية، التي تملئ أركانه المياه المتعفنة والمليئة بالحشرات والجرذان، ولا يزال صاحب المكان محمد نجيب 65 عامًا، يعاني من التشرد والبحث عن مأوى جديد.
فقد الرجل الستيني زوجته وشريكته الوحيدة في رحلة حياته منذ 4 أعوام، فلم يمن الله عليه بالإنجاب، وكأن المنزل أعلن حزنه على سيدته بعد رحيلها، وساءت أحواله حتى حدت مياه الصرف الصحي أرجائه، وأتلفت ما بداخله.
"زوجتي اتوفت من 4 سنين، وفضلت عايش لوحدي، وبعد مرور شهور من وفاة الزوجة، لاقينا الماية ضربت جوا البيت مرة واحدة ومواسير الصرف كلها باظت، ومن ساعتها وأنا مش عارف أدخل المكان ولا أقعد فيه، والبيت مبقاش يصلح للعيشة بأي شكل، لأنه معمول من الحجارة والطين"، بحسب "محمد".
"محمد" كان يعمل موظفًا بسيطًا في إحدى الجهات الحكومية، ومعاشه الشهري لا يكفيه: "معاشي مش بيكمل 350 جنيه في الشهر، يعني ده كل ما أمتلكه في حياتي، علشان كده مش عارف أحل مشكلة بيتي، وكلمت الحي كذا مرة، بييجوا يعملوا معاينة للمكان ويشوفوا المنظر ويبلغوني إنهم هيبعتوا ليا ناس مختصة بالمشكلة، ومش بشوف حد منهم بعدها، وبقالي 4 سنين على الحال ده".
ويقول الرجل الستيني: "أنا كبرت في السن ومحتاج على الأقل مكان يأويني كويس، والشتا داخل عليا، ومن ساعة ما بيتي باظ بالشكل ده، بقيت كل يومين أقعد عند حد من أخواتي وإحنا 5 أخوات، بس برضه نفسي أستقل بنفسي، لأني حاسس إني عبء عليهم، ومش معايا فلوس، ولا لاقي مساعدة من أي جهة ليا تساعدني حتى في ترميم البيت ولو بشكل بسيط، أنا محتاج بس حد يهتم بمشكلتي لأني بعاني".
تعليقات الفيسبوك