اعتاد على العمل والمشقة منذ صغره، وتنقل بين محلات بيع الأدوات الكهربائية ومطاعم المأكولات السورية، ثم اتجه إلى العمل في تربية الدواجن، وبعد رحلة تعليمية طويلة، كللها بالحصول على بكالوريوس تربية رياضية، انتهى به المطاف ليعمل سائق على "تروسيكل" لتوصيل الطلبات إلى المنازل، حتى يمكنه مواجهة أعباء الحياة، وتوفير احتياجات أسرته، إضافة إلى زوجته وطفله الصغير.
تحدث "عادل أغا"، 26 سنة، أحد أبناء مدينة بيلا بمحافظة كفر الشيخ، لـ"الوطن" عن رحلته مع العمل، التي بدأت مبكراً، بقوله: "أبويا مُتوفي، وأنا كبير أخواتى، ومتجوز، ومعايا طفل عُمره شهرين، اشتغلت في حاجات كتير من وأنا صغير، لمساعدة والدي، وحينما توفى الأعباء زادت، وكنت باشتغل شغلانتين مع بعض".
وبسبب انتشار جائحة "كورونا"، اضطر "عادل" إلى إغلاق مزرعة دواجن صغيرة كان يمتلكها، وقام بشراء "موتوسيكل"، لتنفيذ فكرته في العمل بتوصيل الطلبات إلى المنازل، وقال: "قررت أخيراً إني أشتغل دليفري توصيل أي طلبات للمنازل في مدينة بيلا، وبتكلفة أقل، علشان أقدر أصرف على أسرتي وزوجتي وطفلي".
لم يمتلك "عادل" الأموال الكافية لعمل دعاية لنفسه لزيادة دخله، بل بدأ بمنشور بسيط عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، وفي أحد الجروبات، وقال: "عملت دعاية لنفسي من خلال فيسبوك، حطيت رقم تليفوني، وكتبت إني باشتغل في توصيل الطلبات للمنازل بأسعار مخفضة".
8 جنيهات فقط المبلغ الذى يحصل عليه "عادل" من زبائنه، مُقابل شراء طلباتهم من أي مكان وتوصيلها إلى منازلهم، لتوفير الوقت والمجهود عليهم، وتابع بقوله: "أنا شغال بـ8 جنيهات للمشوار في مدينة بيلا، لو حد هيروح يجيب الطلب بنفسه هياخد توكتوك رايح وتوكتوك جاي بـ10 جنيهات، وأنا بأوفر عليه وقت وفلوس ومجهود، وفي ناس بتدينى 10 جنيهات، بأدفع من معايا، ولما أروح للزبون أبقي أحاسبه على الطلبات والديلفري"، وشدد في ختام حديثه لـ"الوطن" على قوله إنه سعيد بعمله كسائق دليفري، نظراً لأن "الشغل مش عيب"، وأن هذا العمل يساعده في تدبير احتياجات أسرته، في الوقت الذي اضطر كثيرون غيره من أصحاب الأعمال الحرة، إلى إغلاق أعمالهم، بسبب جائحة "كورونا"، دون أن يفكروا في القيام بأي عمل آخر.
تعليقات الفيسبوك