منذ نعومة أظافرها، كانت "فاطمة عبدالرحمن"، تهوى الرسم والألوان، تمنت طوال رحلتها الدراسية الالتحاق بكلية التربية الفنية، لكن الحظ لم يحالفها، فالتحقت بقسم الزخرفة بمدرسة ثانوي صنايع، وتخرجت منه، لتبدأ رحلتها العملية بالعمل كمدرسة رسم في إحدى المدارس الخاصة لمدة 7 سنوات، حتى أصيبت بضعف الأحبال الصوتية، فقررت البحث عن عمل آخر تتمكن من خلاله ممارسة هوايتها المفضلة، حتى وقعت عيناها عن إعلان لوظيفة رسام بجاليري بمنطقة الأزهر.
لم تتردد "فاطمة" حينها في الذهاب للجاليري الذي استمرت به لمدة 5 سنوات، تعلمت خلالهم فن "الكولاج والديكوباج"، الذي يعتمد على القص واللصق لعدد من المواد المختلفة معا لتكوين شكل جديد، إذ بدأت بالرسم على الصواني والكراسي والطاولات وزخرفتها، حتى احترفته وأصبح لها زبونها الخاص الذي يأتي إليها من أماكن مختلفة لشراء القطع الفنية التي تنتجها.
استمرت "فاطمة" على هذا الحال حتى وضعت مولدها الأول، مما اضطرها للمكوث بالبيت لرعايته حتى ضاقت حالتها مادياً، ففكرت في تأسيس مشروع خاص بها تستغل فيه موهبتها في الرسم والزخرفة من ناحية، وتتمكن من خلاله الإنفاق على أسرتها من ناحية أخرى، وعرضت الاقتراح على زوجها الذي شجعها على تنفيذ فكرتها وبدأ يساعدها بتعلم فن "الكولاج والديكوباج" منها: "الحياة كانت بتضيق علينا، وماكنتش بعرف أدفع الإيجار، سيبت شقتي وقعدت مع أهل زوجي، ورغم إن ماكنش عندي مكان اشتغل فيه، كنت بقعد في أوضتي بالـ5 ساعات أنتج شغل".
لم تكتف "فاطمة" وزوجها الذي يعمل في مجال بيع الكتب القديمة، بزخرفة الصواني والطاولات والكراسي، وإنما كانا يحولان الخردوات لأنتيكات وتحف فنية، ثم يقومان بتوزيعها على محلات بالزمالك والمهندسين والمعادي و6 أكتوبر، حتى بدأ أصحابها يضاعفون الكميات التي اعتادوا طلبها لتصديرها إلى الخارج.
وتضيف "فاطمة": "جوزي بيروح لتجار الروبابيكيا ويختار من عندهم الحاجات اللي ممكن يطلع منها شغل زي صواني صاج أو تيفال قديمة، جراكن مكسورة، وبيعملها إعادة تدوير ويرسم عليها ويزخرفها، وبتتحول من خردة لقطعة فنية الناس بتنبهر بيها".
تعليقات الفيسبوك