نفذت إجراءات التباعد الاجتماعي بصرامة شديدة، وألزمت طلابها بإرتداء الكمامات الطبية، وحرصت على الاستعانة بالمدرسة الزراعية لتعقيم مبانيها وتطهير فصولها باستمرار خلال الدراسة.. هكذا استطاعت مدرسة الشهيد جلال الدسوقي الثانوية بنين، بمدينة بلطيم التابعة لمحافظة كفر الشيخ، أن تقدم مثالاً رائعاً في إتباع اجراءات الوقاية والسلامة، حتى أن الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم، أشاد بالمجهود الكبير للقائمين على إدارة المدرسة، وعبر عن اعجابه لها في منشور كتبه على صفحته الرسمية بموقع "فيسبوك".
في طابور الصباح، وقف الطلاب على مسافات متباعدة لا تقل عن متر بين كل منهم، في مشهد يحتذى به في الإلتزام وتحمل المسئولية وقوة التكاتف بين المدرسين والطلاب: "المدرسة قايمة على الحب والاحترام المتبادل وخوفنا على بعض سواء طلاب أو مدرسين بيخلينا كلنا متحملين المسئولية وعايزين نعدي المرحلة الصعبة اللي البلد بتمر بها، ومن هنا قررنا الإلتزام بتنفيذ الإجراءات الوقائية"، بحسب عوض محمود حنورة مدير المدرسة، والذي توجه بالشكر إلى الدكتور طارق شوقي، وزير التعليم، بعد إشادته بالمدرسة وطلابها في الإلتزام بالإجراءات الوقائية: "ثقة ومسئولية كبيرة من الوزير ويا رب دايماً نبقي قد ثقته، وأنا وكل المدرسين بنجتهد عشان الطلاب يكونوا بخير".
ومن الإجراءات الإحترازية الأخرى التي تتبعها المدرسة، تعقيم الفصول والحديقة والحوش باستمرار، بالإضافة إلى إلزام الطلاب بإرتداء الكمامات، وتوفير الكمامات داخل المقصف المدرسي بدون مقابل مادي: "لما ميزانية المدرسة تسمح، بنوزع الكمامات مجاناً عشان شراء كمامة يومياً يعتبر ميزانية كبيرة على الطلاب وأسرهم فبحاول أشيل معاهم شوية".
ساعدت هذه الإجراءات المكثفة في رفع نسبة الحضور بين الطلاب لثقة أولياء الأمور فى العناية بأبنائهم: "الغياب يكاد يكون منعدم عشان الولاد مبقوش خايفيين وكمان أولياء أمورهم عندهم ثقة فينا بسبب جهدنا المبذول عشان حماية الأولاد".
وتتميز المدرسة بأن مساحات فصولها كبيرة، وتبلغ مساحة الفصل 35 متر مربع، ويضم كل فصل 20 طالباً فقط، ويجلس كل طالب على مقعد بمفرده وهناك مسافة مترين بين "الديسكات": "لولا الطلاب وحماسهم وروح التعاون بينهم مش هقدر احقق ده أبدا وهما ساعدوني كتير هما ولاد ملتزمين وبيسمعوا الكلام وبيحترموا القواعد".
ووفقاً لـ "عوض" فقد استطاع أن يحقق المعادلة الصعبة بكسب احترام وثقة طلاب بمراحل المراهقة، والتي تتسم ببعض الصعوبة: "صاحبتهم فمش بيخافوا أبداً مني وبيحترموني وبيسمعوا كلامي"، وهو يعتز بإدراته لهذه المدرسة التي ساهمت في تخريج دفعات من الأبطال الذين استشهدوا أثناء الدفاع عن وطنهم، كما أخرجت أطباء ومهندسين ومشاهير في مجالات مختلفة، كلهم فادوا البلد بجهودهم.
تعليقات الفيسبوك