يعاني الكثير من مرضى البهاق من نظرة المجتمع لهم، خاصة أن المرض ليس له علاج حتى الآن، إلا أنه في ظل تلك المعاناة يخرج دائمًا الأمل، وتظهر الأيادي التي تواجه المرض والمعاناة.
وتطرق مسلسل "إلا أنا" لمعاناة مرضى البهاق من خلال إحدى حكاياته التي جاءت بعنوان "لازم أعيش"، في الدور الذي تجسده الفنانة جميلة عوض، ويحتل اسمها حاليا قائمة التريندات بموقع البحث الشهير "جوجل"، حيث اعتمدت على قصص وتجارب من الحياة الواقعية.
مرض البهاق
والبهاق هو مرض جلدي يحدث بسبب فقدان لون الجلد الطبيعي وظهور بقع بيضاء اللون يمكن أن تؤثر في الجلد أو في أي جزء من الجسم، وقد يؤثر أيضًا في الشعر وداخل الفم، وذلك بحسب ما ذكره الموقع الرسمي لوزارة الصحة السعودية.
وأكدت "الصحة السعودية" اختلاف الحالة من شخص لآخر، حيث لا يمكن التنبؤ بمعدل تأثر الجلد وفقدان اللون به، ولا يعد المرض معديًا؛ حيث يؤثر في جميع أنواع البشرة؛ لكن قد يكون أكثر وضوحًا في ذوي البشرة الداكنة.
مريم تروي للوطن تفاصيل معاناتها مع المرض
مريم الشريف، فتاة تعمل في مجال العقارات، وصوّرت أكثر من "فوتوسيشن" للتوعية بحالة مرضى البهاق، سبق وأن روت لـ"الوطن" معاناتها مع المرض الظاهر عليها مبكرًا في عمر 5 سنوات، فضلا عن كونها سئمت من نظرة المجتمع إلى حالتها، حيث كان البعض يتعامل معها على أنها "شخص غير كامل".
وأضافت "مريم"، أنها حتى عمر الـ 13 كانت تخفي مرضها بارتداء ملابس، لكن معاناتها الأكبر أنه لم يسمح لها باللعب حتى لا تتعرض لأشعة الشمس التي قد تكون لها آثار سلبية على جلدها.
وقالت إنها أصبحت تستخدم الكثير من أدوات التجميل لإخفاء تغير لون بشرتها، وارتداء الملابس طويلة الأكمام، لكنها بعد فترة بدأت تشعر "بالتعب النفسي" فلماذا يتعامل معها المجتمع بأنها شخص غير كامل أو يعاني من عيب ليس لها ذنب فيه.

لذلك قررت أن تنشر صورًا لها بشكلها الطبيعي بدون أي مستحضرات تجميل، وحظيت الصورة باهتمام كبير ودعم نفسي من الكثيرين، وبدأت في الخروج بشكل طبيعي، وتؤكد أنها في المرات الأولى كانت تشعر بالخوف والقلق، لكن مع مرور الوقت بدأت تزداد ثقتها بنفسها، وبدأت تتقبل حالتها ولم يعد يهمها نظرة المجتمع لها.
خلال فترة الجامعة عرض عليها أحد المصورين عمل "فوتوسيشن" لإبراز جمال الفتيات اللاتي يعانين من البهاق، ووافقت، وانتشرت الصور وحظيت باهتمام كبير، حتى أن الكثيرين اعتقدوا أنها تعمل "كعارضة أزياء"، وهذا غير صحيح، فهي تعمل في أحد الشركات العقارية الكبرى، ومع ذلك تتحدث في كثير من المحاضرات في عدد من الجامعات المصرية عن قضايا مرضى البهاق.

أما محمود حسن، المدرب الرياضي وعارض الأزياء، فظهرت بوادر المرض عليه وعمره 13 عاما، في البداية كان عبارة عن جزء صغير، ثم بدأت تتوسع وتنتشر بمناطق كثيرة من وجه، وانتشرت بجسمه، ولأنه كان "شقي" فلم يهتم بعلاج المرض، لكنه اكتشف فيما بعد أن المرض ليس له علاج.
وأضاف "حسن"، أنه عانى بعض الوقت من نظرة المجتمع ونظرات الشفقة أو الخوف، ما تسبب في ضغط نفسي كبير عليه، لكنه تغلب عليه بممارسة الرياضة، فهو بطل في لعبة "باركور"، وهي لعبة يقوم خلالها اللاعب بالوثب فوق أسطح المنازل والجدران، وتحتاج لمرونة عالية، فضلًا عن طاقة كبيرة، موضحًا أنه بدأ يشعر أنه "حول طاقاته السلبية إلى إيجابية".

وتأكد أن الوضع لن يتغير فالمرض قائم لكن حالته النفسية هي الأهم، فأصبح يفكر بشكل إيجابي، ويفكر أن الشخص الذي ينظر له بتمعن يتأمل "وجهه الفني" وليس لأنه "غريب" وبدأ يعمل كعارض أزياء للتوعية بهذا المرض.
وأوضح محمود حسن، أنه يعمل حاليًا كمدرب "جرافيتي كود"، وهي لعبة رياضية تتحدي الجاذبية، والقفز من خلال ألعاب ممتعة.
ضحكات لوجينا صلاح تملأ مرضى البهاق بالأمل
بثقة تحسد عليها وشعور بالفخر بذاتها، تملأ لوجينا صلاح، ميكب أرتست، صفحتها على "إنستجرام"، بصورها، امرأة جميلة، رشيقة، شعرها أسود منسدل على كتفيها، بشرتها خليط من اللونين الأبيض والبني، تضحك في كل صورها ضحكات تجبرك على صرف نظرك عن بشرتها، هذا ما تريد "لوجي" توصيله لمرضى البهاق "الثقة بالنفس".
حكاية الـ"ميكب أرتست" التي لم تخش من مواجهة زبائنها بمرضها الجلدي، أصبحت حديث رواد "إنستجرام": "أصبت بمرض الصدفية وعمري لم يتجاوز 9 سنوات بسبب خلل مناعي، أدى أيضاً إلى إصابتي بالبهاق، كنت أرى الذعر في عيون المتعاملين معي، تجاهلتهم وعشت حياتي كيفما أريد، درست في كلية التجارة وسافرت وحصلت على دورات تدريبية في المكياج وبعدها امتهنت هذا العمل".

صفحة "لوجينا" تزدحم بصور وفيديوهات، تتعمد أن يركز معظمها على يديها الملونتين، ليعرف كل من يريد العمل معها أنها مريضة بهاق: "ثقتى بنفسي تجبر من يتعامل معي على احترامي وقبولي".
تعليقات الفيسبوك