يجمع قطع البلاستيك الممزقة والقديمة، يعيد تنسيقها وتدويرها، يصنع من لدائنها أشكالا جديدة، هواية متفردة يمارسها رجل خمسيني على فراشة متواضعة يتنقل بها بين الأسواق الشعبية بالمحافظات، لإصلاح عيوب الأطباق والشباشب البلاستيكية، وبمجرد أن تلمس يداه قطعة من البلاستيك تلمع عيناه وتنفرج أسارير وجهه، فالبلاستيك يعد ثروته ومجال عمله الذي يستعرض فيه مهاراته ومواهبه الفنية.
نصف جنيه مقابل إصلاح "صوباع الشبشب"، وجنيه أجرة إصلاح "الشبشب المقطوع نصين"، أما ترميم أطباق السوق البلاستيك فتتكلف بين 4 و5 جنيهات، تسعيرة وضعها إبراهيم السيد 55 عاما، لحام بلاستيك، لزبائنه: "بلّحم أي حاجة بلاستيك قدامي، بس شغلي كله على شنط السوق البلاستيك والشباشب، بيجي اللي عايز يلحم شبشبه اللي اتقطع وهو ماشي، أو مش قادر يشتري غيره وعايز يصلحه بسعر رخيص، أنا بعمله بنص جنيه أو جنيه بالكتير قوي، وكمان الأطباق سعرها 25 و30 جنيه وفي كتير مش معاهم يشتروا طبق بلاستيك غيره فبيجوا ليا ويلحموه".
"عم إبراهيم" كما يناديه قاصديه، من أبناء مدينة المحلة الكبرى بالغربية، وورث هذه الحرفة عن والده، إذ يعمل بها منذ أن كان عمره 10 سنوات: "مش بعرف أشتغل غير الشغلانة ديه، رغم أن سوقها ضعيف جدا ورزقها قليل، بس ده اللي اتعلمته واتعودت عليه من أبويا، وكتر خيره علمني حاجة قبل ما يموت".
يعمل الرجل الخمسيني، داخل أسواق مختلفة وينتقل من محافظة إلى أخرى، وربما يجذب الزبائن إليه بأسعاره الرخيصة ومهارته في لّحم البلاستيك: "فيه ناس بترمي البلاستيك وبتفتكر أنه باظ، والبلاستيك ممكن استفاد منه وألحمه أكتر من مرة واستخدمه تاني ومش هيتقطع".
لا يستغرق "عم إبراهيم" وقتا طويلا في لحام البلاستيك: "أنا بالي طويل وعندي صبر، ومع ذلك مش باخد وقت، والشغلانة تحب الرايق واللي يشتغل بضمير، عشان الحاجة تطلع صح ومظبوطة مش عايز أخسر زبوني".
"أسبته بلاستيك، وباجور جاز، ومقص، وسكين" مجموعة أدوات رئيسية يحملها "عم إبراهيم" في جعبته التي يتنقل بها من سوق لآخر، ومن خلال "الأسبتة"، يقوم بسد ولّحم المكان المقطوع، وهكذا يستطيع أن يقوم بإعادة تدوير القطع القديمة إلى أخرى جديدة، صالحة للاستخدام مرة أخرى، وبنفس جودتها السابقة.
تعليقات الفيسبوك