"مش مهم أكون معاق ابن بار أو ابن عاق.. حُضْن أمي في الأفاق شمس الكون ونور سناها.. اللي ياما قالت ابني واللي عاشت فيَ بتِبْني.. طول صباها ليَ تِجني كل زهرة من هناها"، كلمات شعر كتبها هاني ناصر، 30 عاماً، كفيف، رداً لجميل والدته عليه، فيعتبرها مُلهمته وسنده ورفيقة كفاحه.
يعمل "هاني" بمجال الترجمة، أما الشعر، فهي موهبة تطورت بفضل عطاء وحنان والدته عليه: "مكنش ليا في الشعر من 3 سنين بس بدأت اكتب أشعار وأول حاجة كتبتها كانت لأمي، لأنها أطيب حد عليا وأحن الناس في المعاملة واقفة جنبي وبتدعمني وعمرها ما سابتني وشايلني حتى لما كبرت لسه بتشيل همي وبتسهر لتعبي ومجهودها كله ضايع عليا، فأسلوبها صحى جوايا موهبة الشعر"، بحسب "هاني"، وقام بتأليف أشعار أخرى، ثم يحرص على عمل ميكساج وتسجيل ونشرها على موقع الفيديوهات "يوتيوب".
توفي والده منذ 20 عاماً، لكن استطاعت الأم "أماثل بخيت"، أن تؤدي دورين معاً، فكانت الأم الحنونة التي تحتوي صغارها وتضمهم في آخر الليل بحضنها، وكانت الأب، الذي يقدم نصائحه لأطفاله ويتصدر لهم بأي أزمة: "عمري ما شيلت هم في وجود أمي ولا حزنت يوم، دايماً شايلاني أنا وأخويا التاني رغم أنه من الأسوياء بس طول الوقت حطانا جوه عينيها، لما كنت بروح المدرسة أو الجامعة كانت بتقوم في أي وقت وتوديني وتساندني ورفضت أني اقعد في البيت وحرصت على استكمال تعليمي والخير اللي أنا فيه ده يرجع لأمي"، ووفقاً لـ "هاني"، لم تشتك والدته يوماً، ولم تتعب أو تشعر بالإرهاق، بل كانت تكتم كل أوجاعها وتخفيها عن أبنائها حتى لا يشعران بالقلق: "أمي تستاهل تبقى الأم المثالية في كل وقت".
وكان لوالدته الفضل في أن تنمي بداخله مشاعره العاطفية: "لولا أمي معرفش يعني أيه حب، ودلوقتي بحب بنت جميلة من إسكندرية وهي من مكفوفي البصر زيي وبتدعمني جداً وسانداني".
تعليقات الفيسبوك