طيلة 40 عامًا في مهنة التصوير، يعمل كجندي مجهول، خلف الستار تحت اسم صاحب العمل وهكذا تعود النجومية إلى رئيسه، ولكنه كان يلتقط الصور بنفسه ويطلبه الزبائن المرموقة بالاسم.
وشارك في العديد من مناسبات المشاهير والرؤساء، ورغم كبر سنه ووصوله لعمر الـ 70 وتغير الزمن والأجيال وتحول الحال من أماكن شهيرة بمقابل كبير إلى مناطق بسيطة أو شعبية بمقابل لا يذكر إلا أن صفوت ميخائيل لايزال متمسكا بمجاله.
شغفه بالتصوير بدأ منذ كان يبلغ من العمر 10 أعوام، تقريبا في مرحلة الابتدائية، فذهب لشراء كاميرا بـ 9 جنيه من "عمر أفندي"، ثم ذهب للتقرب من شخص يعمل في التصوير، لدرجة أنه قرر الالتحاق بثانوي الصنايع والاختلاف عن أشقاءه الذين التحقه بكليات القمة ليكون بجانب المصور الذي يعمل مدرس صنايع من أجل التعلم منه: "أهلي زعله مني جدا عشان مش زي أخواتي، بس وكنت اخد المفاتيح منه المدرس والصبح افتح الستديو"، بحسب صفوت.
وبعد أعوام انتقل صفوت من بلده الأصلي في صعيد مصر وتحديد بالمنيا إلى القاهرة والتحق بالجيش في بداية السبعينات وحاول بداية مشواره المهني في التصوير من خلال التقديم في إعلان مطلوب فيه مصور يعمل مع "مسيو ناصر" وكان حينها يبلغ من العمر نحو 22 عامًا: "قالي أنت بتصور حلو بس اشترط عليا اشتغل معاه ببلاش لحد ما يجي معمل ألوان ويعلمني عليه قولتلوا موافق واشتغلت معاه 5 سنين من غير فلوس لحد ما جه المعمل".
وكانت أول حفلة، ذهب لتصويرها لدكتور القلب "خليل أيوب" الخاص بالرئيس الراحل أنور السادات: "لاقيت صحفيين ومصورين بقى معاهم كاميرات ومعدات غيري بس بعدين الدكتور قال للمسيو الولد ده أحلى صور طالعة منه ودي كانت أول طلقة ليا في الحفلات"، واستمر يشارك في المناسبات حتى جاء المعمل الألوان وكان أول معمل في مصر بعد شركة أخرى.
"وبقيت من أوئل المحترفين للألوان في مصر".. وصف الرجل السبعيني الذي تجول في جميع المحافظات وانتقل بعدها إلى صاحب عمل أخر "مسيو فاروق" ثم "مسيو جارو": "كنت بطلب بالاسم لحد بقى ما جات الثورة 2011 وجارو قفل الستديو ومشي وانا بقى اضطريت اروح للمراكب لأني محدش كان يعرفني كانت أي حاجة بتنزل باسامي اللي بشتغل معاهم كنت دراعهم اليمين".
حاول افتتاح ستديو في منطقة المطرية، ولكن لم يتأقلم كثيرا مع المناطق الشعبية بعد أعوام كثيرة من العمل مع فئة من المجتمع معينة حينها ذهب للتصوير داخل مراكب خلال حفلات: "كمان الشباب مش بيحبوا المصور الكبير فدي مشكلة تانية واجهتني".
وعن اختلاف الزمن بين الماضي والآن حكى صفوت أن هناك اختلاف بالنسبة لطريقة الحفلات ومستوى الأغاني وأيضا طريقة الزفة في الأفراح فالقديم كان أفضل بحسب وصفه وكذلك المقابل المادي التي يعاني منها حاليا ولكن التكنولوجيا أفضل الآن: "بس في كل الأحوال زمان أحلى كنت ممكن اخد آلاف وفي فنادق 5 و7 نجوم دلوقتي 150 جنيه ومرة واحدة في الأسبوع يعني دخلي 400 جنيه بس، لولا أولادي مكونتش اعرف اعيش".
وبخلاف الماديات فأن صفوت يعمل حتى الآن لعشقه في التصوير قائلا: "أنا العجوزالمتصابي"، فالعمر بالنسبة له مجرد رقم ويرى أن حالته الصحية جيدة ويحب الحركة والتصوير في المناسبات وليس داخل ستديو: "أنا ياما صورت كواليس أفلام وكتب كتاب بنت الراحل السادات ومناسبات لرجل الأعمال ساويرس وعارضات أزياء وأمراء بس طبعا مش اسمي أنا اللي بيكتب صاحب العمل أنا الجندي المجهول".
تعليقات الفيسبوك