بعد فترة الإغلاق التى سادت أنحاء كثيرة من العالم خلال شهر أبريل الماضي، بسبب تفشي فيروس كورونا، اضطر غاري نيلسون، 42 عامًا، من مدينة تشيستر، بمقاطعة غرب إنجلترا، إلى العمل من المنزل، لكن بسبب إفراطه في استخدام برنامج زووم، أصيب بتيبس كامل في الرقبة، نتيجة انحنائه لساعات طويلة أمام اللاب توب والموبايل، خاصة أنه مريض بورم خبيث في جذع المخ.
وبحسب ما جاء في صحيفة "ديلى ميل" البريطانية، أكد الأطباء لـ"غارى" أن الأوجاع والآلام الشديدة التى يشعر بها في رقبته قد تكون ناجمة عن مكوثه ساعات طويلة أمام جهاز الكبيوتر والهاتف المحمول، أثناء العمل من المنزل، وأكد "غارى" الذي يعمل مديرا للتسويق، أنه كان يشعر بانزعاج من الوضع الذي كان عليه أثناء قضاء وقت طويل جدًا على برنامج Zoom.
حالة غاري الصحية
كانت الفحوصات قد كشفت عن أن "غاري" يعاني من ورم في جذع المخ، وأن المرض عاوده مرة أخرى بشراسة، ويرجح الأطباء أن يكون سبب المرض هو تلقيه علاجًا إشعاعيًا وهو طفل عندما كان يعاني من ورم صغير، لكنه شُفي منه ليعاوده مرة أخرى بشكل أشرس.
وقالت زوجته إيمي، 40 سنة، تعمل في المجال الخيري: "غاري عانى من ورمين في المخ من قبل، لكنهما كانا قابلين للجراحة واستمر في التعافي بشكل جيد، حتى فوجئنا بورم جديد، ثم عاني من آلام حادة في الرقبة، وأكد الأطباء أنها بسبب الوقت الطويل الذي كان يقضيه على "Zoom".
تحكي "ايمى" عن معاناة زوجها مع المرض، بأنه كان يفقد حاسة اللمس ويكافح لإنجاز المهام الأساسية مثل عقد رباط حذائه أو رفع حزامه مضيفة: "كنت أنا وغاري نعيش في الشرق الأوسط في ذلك الوقت، حيث عمل غاري في شركة Apple كمدير برنامج إقليمي، كنا في إجازة في سردينيا عندما ظهرت عليه الأعراض، وعندما عدنا إلى المنزل في دبي، حددنا موعدًا مع الطبيب الذي فحصه بالرنين المغناطيسي".
تؤكد "ايمى" أنه بعد اكتشاف إصابة زوجها بورم، تمت إحالته إلى المستشفى الأمريكي وبعد أيام خضع لعملية جراحية مهددة للحياة لإزالة الورم: "نجحت العملية على الرغم من توقع الأطباء لتعرضه لغيبوبة أو وفاته، وبعد أن تعافى تماما انتقلنا إلى تشيستر، وسافرنا إلى العديد من الدول، وكان لنا ذكريات في كل منها".
يعمل الزوجان مع مركز أبحاث أورام الدماغ لزيادة الوعي بالقضايا التي تواجه مرضى أورام المخ وأحبائهم، وفي الشهر الماضي، انضم إليهم 16 صديقًا من جميع أنحاء المملكة المتحدة، حيث قاموا بمسيرة أمل طولها 11 كم في تشيستر.
وقال "غاري" عن ذلك اليوم: "لقد كان يومًا عاطفيًا جميلا، كانت الشمس مشرقة، وكانت وجوهنا تبتسم وصندوق التبرعات الخاص بنا يزداد ثقلًا على طول الطريق".
وأضاف: "كنا فخورون جدًا بالترويج ودعم أهمية أبحاث ورم الدماغ وسعدنا بجمع 9000 جنيه إسترليني حتى الآن".
وقال ماثيو برايس، مسئول جمع التبرعات المجتمعية لأبحاث أورام الدماغ: "نحن آسفون للغاية لمعرفة المزيد عن تشخيص غاري، ونتمنى له كل التوفيق في علاجه المستمر".
وتابع: "نحن ممتنون للغاية لغاري وإيمي وجميع أصدقائهما على دعمهم، ليس فقط من أجل جمع التبرعات الرائعة ولكن للمساعدة في زيادة الوعي بهذا المرض الفظيع".
تعليقات الفيسبوك