يميل الأطفال كعاداتهم إلى التقليد، وممارسة التجارب الدرامية والسينمائية، بدون وعي أو حذر، وهو ما فعلته طفلة تبلغ 10 أعوام، بمنطقة البساتين، بسبب حبها لأفلام الرعب، حيث قامت بشنق نفسها، تقليدا لأحد المشاهد العنيفة، وماتت في الحال، ويقدم الأطباء النفسيين، روشتة نصائح لإبعاد الأطفال عن أفلام الرعب، وتقويم سلوكياتهم وصحتهم النفسية.
يقول الدكتور وليد هندي استشاري نفسي، إن الدراما وخصوصا، أفلام العنف تؤثر بشدة في تشكيل سلوكيات الطفل وغرس مفاهيم القيم الإنسانية، داخل وجدانه، ولها تأثير سلبي في تكوين مفهومه تجاه الحياة، محذرا من خطورة ترك الطفل وحيدا أمام التليفزيون، أو لعبه بالتليفون لساعات طويلة، إذ أن هناك مخاطر كبيرة تبثها المادة الفيلمية، لا تتماشى مع سنه وإداركه وطبيعة المرحلة العمرية التي يمر بها.
ويوضح هندي، أن هذه الأفلام يمكن أن تؤدي إلى مخاوف مرضية وضعف الثقة بالنفس، تراجع شعور الطفل بالإمان، وفقدان ثقته في نفسه وانخفاض مفهومه العام للواقع، بل ويزيد احتمالية إصابته بالأحلام والكوابيس المزعجة، ونوبات البكاء والتبول اللا إردي، ويحدث قصورا أيضا بخلايا المخ.
"التوحد النفسي مع الأفلام"، مرض يصيب الطفل الذي يكثر من مشاهدة أفلام الرعب، ما يؤدي إلى محاكاتها وتطبيقها، واتخاذها كمنهجا عنيفا، يطبقه على أقاربه والمحيطين به، وأحيانا أنفسهم، بشد شعورهم وجرح أجسادهم والميل إلى الانتحار، والقفز من فوق الأسطح، معتقدا أنه يطير من الشرفة.
ولا ينصح بمشاهدة الأطفال للأفلام الرعب حتى سن التاسعة، والأفضل تقديم أفلام خفيفة لهم، ويحبذ أن تكون مُبهجة، حتى تنمي الحس الفني ومهارات التذوق والموسيقى والمفاهيم الإنسانية والأخلاقية.
"كل فيلم أجنبي بيكون مكتوب عليه المرحلة العمرية للي يتفرجوا عليها والمفروص يكون في رقابة أهلية"، بحسب الدكتورة هالة حماد الاستشاري النفسي، التي أوضحت أن هناك أفلاما تدفع الأطفال إلى سلوكيات عنيفة، وليس للانتحار كسلوك مباشر، وإنما تقليده على أنه سلوكاً ترفيهيا أو شجاعا.
وتضيف حماد: "ممكن يكون الطفل المنتحر ده أخد الأفلام كوسيلة تشجعه على الانتحار، لكن في الأساس ممكن يكون بيعاني من مشاكل نفسية وضروري مراجعة علاقته بأهله"، إذ تتسبب هذه الأفلام في الاكتئاب والقلق، ويحذر على الطفل مشاهدة أفلام الرعب حتى 18 عاما.
تعليقات الفيسبوك