حالة من الحزن يعيشها المجتمع العربى إثر العثور على الطفل اللبناني "سفيان" الذي يبلغ من العمر 3 سنوات، متوفياً على شاطيء عمشيت، أحد شواطيء لبنان، بعد أن كان ضمن أفراد أحد المراكب غير الشرعية رفقة والده، والتي تحركت من سواحل ليبيا متجهة إلى قبرص.
معاناة كانت تعيشها أسرة الطفل "سفيان" في لبنان بسبب الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي عصفت بالبلاد، مما جعلهم يفكرون فى الهجرة بطريقة غير شرعية، تاركين موطنهم، وهو القرار الأصعب في حياة الأسرة، أخذ "محمد" طفله "سفيان" وصعدا على مركب هجرة غير شرعية متجهين إلى قبرص عبر سواحل ليبيا، وأثناء الرحلة شعر الطفل بالعطش الشديد، ولم يستطع تحمل الشعور بالعطش طويلاً في عرض البحر، حيث لا مياه ولا طعام، فبكى بكاءً شديداً لم يتوقف، جعل والده يحاول أن يسقيه من مياه البحر.
مياه البحر قضت على حياة الطفل
لم يكن أمام والد الطفل حلاً آخر لرى عطش ابنه، دون أن يعلم أن مياه البحر ستقضي على حياة فلذة كبده، ثم قراره الأصعب برمى جثة ابنه فى البحر بحسب ما قاله لـ"الوطن": "لم أكن أعرف أنه سوف يتأثر لهذا الحد، لم يكن في وسعي فعل أي شيء آخر، حزنت وكان قلبي يؤلمنى، لكن ماذا كان بوسعي، كان من الصعب أن يستمر جسد طفلي على المركب بعد وفاته، ونصحوني بأن أفعل ذلك وفعلت ثم بكيت عليه".
وفاة طفل آخر على متن قارب الموت
وأوضح "محمد" أن طفلاً آخر لأسرة أخرى على القارب نفسه توفى خلال الأيام الثمانية للرحلة، وتم التخلص من جثته بنفس الطريقة، وعثر عليه على شاطيء البترون ببيروت، قبل العثور على سفيان بأيام، لكن لم يتم تداول معلومات عنه بشكل كافي.
تم تشييع جنازة الطفلين "محمد نظير محمد"، وعمره عامين و"سفيان محمد" ابن الثلاث سنوات، في حضور جمع كبير من الأهالي، حسب ما ذكر موقع "لبنانيون ديبايت". وتسلم الأهالي الجثمانين في حالة هيستيرية من البكاء، تعرفوا عليهما سريعاً وأخذوهما في أحضانهم، وبعدها تم إجراء فحص الحمض النووي "DNA" للتأكد من نسبهما، وأقيمت صلاة الجنازة عليهما بحضور أعداد غفيرة، ليوارى الطفلان بعد ذلك التراب.
بعد العثور عليهم.. حزن على مواقع التواصل الاجتماعي
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورة الطفل "سفيان" بعد العثور عليه على شاطيء عمشيت، معبرين عن حزنهم الشديد نتيجة ما حدث، وعبر حساب يحمل اسم "فوفا" عن حزنها فكتبت: "عاد لحضن أمه لتلقي عليه النظرة الاخيرة"، وعبرت "فرحة"، فتاة لبنانية، عن حزنها الشديد، متوقعة أنت تلحق بهما قريباً: "هيدا الملاك محمد لاقوا جثته اليوم بالبترون، كان بقارب موت يلي حاولوا أهل طرابلس يهربوا فيه من جحيم يلي عم بعيشوا بلبنان، في ناس ماعم تقدر تأمن لولادها، الوضع بلبنان من سيء لأسوأ، ويمكن كلنا نلحق محمد قريب".
تعليقات الفيسبوك