مهنته غريبة نوعاً ما، ولكنها تحمل الكثير من الإتقان والبراعة والتحكم الكامل فى الأدوات، والدراية الكاملة بفنون تقطيع الجذوع كى تخدم الفكرة، هكذا يصف عادل محمود، من محافظة الوادى الجديد، رائد حرفة النحت على جذوع النخيل كما يطلق عليه أبناء قريته.
عن تلك الحرفة غير المنتشرة يقول «عادل» إنه أول من عمل بتلك المهنة: «أنا نمبر وان، وأول واحد يشتغل على جذوع النخل وخصوصاً كعب الجريد، اللى كانت طول الوقت بتكون عائق للبيئة من خلال حرقه، وده كان بيسبب أضرار بيئية كبيرة، ومن هنا بدأت أفكر فى استغلال الجذوع فى نحت المبانى التراثية المصرية، والكعب فى نحت مساجد وكنائس، حاولت إنى أظهر الثقافة المصرية والبيوت المصرية، ولو بقى فيه اهتمام بالنوع ده من الفن هيكون علامة لمصر، لأنه هيساعد على تنمية فكر الأطفال، وتعرفهم بالتراث بتاعهم»، ويضيف: «بحاول بقدر الإمكان نشر الفكرة، من خلال نشرها فى كل المعارض اللى بشارك فيها».
"أنا نمبر وان وأول واحد يشتغل على جذوع النخيل وخصوصاً كعب الجريد.. وبشكر كل من منحنا الحياة"
عن مراحل النحت على جذوع النخيل يقول «عادل» إنه يقوم بقطع الجزء المراد النحت عليه فى موعد حصاد محصول البلح، ويقوم بمعالجته طبيعياً من خلال تجفيفه ووضعه على الرمل لمدة 6 أشهر، وذلك من أجل الحصول على خامة تصلح للنحت بداخلها وتشكيلها دون المساس بالقوام: «بحدد شغلى بالمنشار، وباستخدام المبرد والأزميل والكتر والمنشار الصغير ببدأ فى تشكيل كعب الجريد، زى ما أنا عايز، وكل هدفى توثيق الثراث، بعمل بيوت تراثية من الجذوع اللى بتترمى دون فائدة تذكر، وبحاول من خلال شغلى أظهر أدوار المرأة، وإزاى كانت بتتعايش مع البيئة، ده غير محاولة إظهار بعض المعالم السياحية والإسلامية».
وعن مشاركته فى الدورة الثانية لمعرض تراثنا، يقول «عادل» إنه وجهت له الدعوة، ولكن لم يكن يملك الأموال الكافية لأن يقوم بحجز قاعة خاصة به، وعندما عرض الأمر على مسئولى جهاز تنمية المشروعات، قرروا منحه مساحة مجانية يضع بها ورشته الصغيرة التى تتكون من عدد من قطع النخيل وبعض أعماله الفنية: «الجهاز عمل كل حاجه كويسة علشان المعرض ينجح، وكان شرطهم الوحيد إنى أعمل كل يوم ورشة عمل قدام الزوار على اعتبار إن دى حرفة محدش يعرفها، أنا بحاول أنشر الفن ده وعايز الناس تتفاعل معايا، وألاقى أجيال تانية بتشتغل فى المهنة».
يتمنى الأربعينى أن يستمر المعرض فى الأعوام القادمة حتى يتسنى لهم عرض جميع المنتجات والوصول بها للانتشار: «علشان أشارك فى العرس ده جيت 800 كيلو، علشان أعرض شغلى وبشكر كل مسئول منحنا الحياة بعد سنوات من الموت».
تعليقات الفيسبوك