قراءة القرآن بدون وضوء، سؤال يشغل بال العديد من المسلمين خاصة في حالات المرض، وهناك تساؤل بشأن ذلك ورد عبر موقع دار الإفتاء المصرية الإلكتروني.
وأوضحت دار الإفتاء المصرية، عبر موقعها الإلكتروني، أنه لا يجوز شرعًا مس المصحف إلا لمن كان طاهرًا من الحدثين جميعًا؛ وهو قول مالك والشافعي والحنابلة، واحتجوا بكتاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعمرو بن حزم: «أَنْ لَا يَمَسَّ الْقُرْآنَ إِلَّا طَاهِرٌ» أخرجه الإمام مالك في "الموطأ".
وأضافت الإفتاء، عن ابن عمر رضي الله عنهما: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «لا يَمَسُّ الْقُرْآنَ إِلا طَاهِرٌ» أخرجه الطبراني في "الكبير"، وقال أبو حنيفة: يجوز حمله بعلاقته بدون وضوء، ومنع ذلك مالك والشافعي.
أما بالنسبة للقراءة من المصحف: فيجب على القارئ أن يكون على طهارة تامة من الحدثين الأصغر والأكبر؛ لحديث علي رضي الله عنه: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ يَتَوَضَّأُ، ثُمَّ قَرَأَ شَيْئًا مِنَ الْقُرْآنِ، ثُمَّ قَالَ: «هَكَذَا لِمَنْ لَيْسَ بجُنُبٍ، فَأَمَّا الْجُنُبُ فَلَا، وَلا آيَةً» أخرجه أبو يعلي في "مسنده".
أما إذا كان القارئ حافظًا للقرآن أو لجزء منه ويتلوه بغير مس للمصحف فلا مانع من ذلك شرعًا.
وفي منشور آخر لدار الإفتاء المصرية، عبر صفحتها الرسمية بـ"فيس بوك"، أجابت حول تساؤل "هل يجوز قراءة القرآن دون ستر العورة.. كأن تقرأ المرأة القرآن وهي كاشفة لشعرها؟".
وأوضحت دار الإفتاء المصرية، أنه لا يشترط ستر العورة لقراءة القرآن، ولكن يستحب للمسلم إذا قرأ القرآن أن يكون ساتراً لعورته، وأن يكون على هيئة حسنة، فقد قال الحكم الترمذي في "نوادر الأصول في أحاديث الرسول" (3/ 253): [من حُرْمَة الْقُرْآن... وَأَن تتلبس لَهُ كَمَا تتلبس للدخول على الْأَمِير؛ لِأَنَّك مناج، وَأَن تسْتَقْبل الْقبْلَة بقرَاءَته، كَانَ أَبُو الْعَالِيَة إِذا قَرَأَ اعتمَّ وَلبس وارتدى، واستقبل الْقبْلَة].
وعليه فيجوز للمرأة أن تقرأ القرآن من غير أن تضع حجابًا على رأسها؛ إذ لم يرد في الكتاب والسنة ما يأمرها بتغطية رأسها عند تلاوة القرآن، ولو غطته من باب كمال الأدب مع كتاب الله فهو أفضل، فلقراءة القرآن آداب ينبغي مراعاتها لتحصيل أكبر قدر من ثوابها منها: ستر العورة، والطهارة من الحدث الأصغر والأكبر، واستقبال القبلة، واتباع أحكام التلاوة.
تعليقات الفيسبوك