دماء يجري بداخلها عشق كرة القدم، وأقدام سمراء تغازل الساحرة المستديرة، طمعًا في مستقبل أفضل، مباريات بسيطة لطفلين، أحدهما يكبر الآخر، والصغير يتخذه مثل أعلى له، يتعلم منه اللعبة، يعرفان جيدًا أن الكرة في بلاد السمار، تصنع النجوم، لذا أملا أن يكونا مشهوران، قبل أن يحقق الكبير أهدافه بممارسة كرة القدم بشكل احترافي، قبل أن يتجه للتدريب، ويصبح أحد أشهر مدربي قارة أفريقيا.
بيتسو موسيماني وسانديل سيميلاني، صديقان تربيا معًا، في مدينة "سويتو" بجوهانسبرج في ولاية جاوتينج، عشقا كرة القدم منذ الصغر، حتى لعب موسيماني في نادي جومو كوزموس، ومن هنا بدأ حلمه في الإزدهار، خاصة بعدما اتجه للخطوط، وأصبح مدرب لمنتخب جنوب أفريقيا.
"سيميلاني" الصغير كان رفيق رحلة موسيماني الشاقة، التي شهدت العديد بين المواقف بينهما، "كنا ننزل إلى الشارع في النهار، نصنع كرتنا بإيدينا ونلعب بالكرة حتى تنهك أجسادنا، الشمس فوق رؤسنا والأرض ساخنة تحت أقدامنا، لكن ما يهم هو العودة للمنزل ونحن فائزين".
بالحجار والكرات المصنوعة، كان موسيماني وصديقه يمارسان اللعبة الشعبية، على حد قوله لـ"الوطن"، "موسيماني كان أكبر وأمهر مني، كان يحلم بتدريب منتخب بلاده ونادي صان داونز، وحينما كبرنا كنا شاهدان على تحقيق تلك الآمال، التي توجت بالنجاحات في خواتيمها".
كبر الثنائي، وانتقل موسيماني للعيش في مدينة "تشواني"، ولحق به "سيميلاني" بعد ذلك، وبالرغ من الانتقال من مكان المنشأ، إلا أن حلم بعينه لم يفارق خيال موسيماني مدرب صن داونز السابق، "خارج أفريقيا، كان يحل موسمياني دوما بتدريب الأهلي المصري، وكان يؤكد لي (يوما ما سأدرب الأهلي)، حتى ظننته مجنون وأحلامه وردية، ولكن كان له ما تمنى.
يرى صديق "موسيماني"، أن صاحبه شخص متزن، ومحب للخير، وذا صفات جيدة، تجعله قريب من المحيطين به، كما أنه يجيد التعامل مع الضغوط الواقعة عليه، فضلًا عن أنه مبتسم دائمًا ومستمع جيد جدًا.
يرى "سيميلاني"، أن المدرب الجنوب أفريقي، لم يتردد فور وصول عرض الأهلي له، وعلى الرغم من أن هناك بعض الصحف في جنوب أفريقيا، أكدت بقاء المدرب الأسمر في البلاد، إلا أنه لم يشك لحظة في أنه سيغادر، "كان رأيي مخالفًا للجميع، وكنت متأكد من أنه سيذهب للفريق للأحمر، فها هو حلمه يتحقق، وتحدثت معه وهو مليء بالسعادة، وأتمنى له السعادة كلها".
تعليقات الفيسبوك