"سعد معاطي" أثناء قيادته لدرجاته
بدراجة متواضعة، ووجه مبتسم، وعينان تشعان بالأمل، يجوب "عم سعد" شوارع مدينة المنصورة بمحافظة الدقهلية، حاملا وجبات معلبة داخل أكياس من البلاستيك، لا يتخطى سعر الواحدة منها 15 جنيها، وهو مبلغ تأخذه أغلب المطاعم كرسوم توصيل فقط، لذا لقبه الأهالي بـ"طباخ الغلابة"، خاصة أن معظم مريديه من الطبقات الفقيرة.
سعد معاطي، 60 عاما، يقطن شارع العباسي بالمنصورة، ويحكي أنه افتتح مطعمه منذ 20 عاما، وكانت سعر الوجبة وقتها لا يتخطى 3 جنيهات، حتى وصل تدريجيا إلى 15 جنيه، مع ارتفاع أسعار المكونات، إذ يقول "طباخ الغلابة"، الذي ربى أولاده الأربعة من ثمن تلك الوجبة: "لما بدأت كانت الوجبة بـ2 جنيه ونص، وشكارة الرز بـ20 جنيه، دلوقتي بقت بـ200 جنيه، عشان كدة زودت الأسعار بس مش كتير".
"الوجبة كانت عبارة عن طبق رز كبير يكفي شخصين، وبيضتين وبطاطس كتير، لدرجة إن الناس بتقولي قلل الوجبة"، لكن عم سعد، رفض تمام فكرة تخفيض محتويات الوجبة، مؤكدا أنه لا يعلم ظروف الزبون، والذي قد يتقاسم معه الطعام أكثر من شخص.
"طباخ ودليفري في نفس الوقت".. في الساعة الحادية عشر من كل يوم يستيقظ الرجل الستيني، على مكالمات الزبائن التي تنهال عليه بكثافة، لكنه ورغم تقدم العمر ودراجته المتواضعة لا يتردد في الذهاب إليهم، مشيرا إلى أنه يكفيه حب ودعوات الناس، وأن أقل شيء يكفيه.
معادلة طباخ الغلابة، مع العمل والرزق واضحة، إذ يقول: "في ناس بتيجي تشتري مني وناس تانية بيطلبوني وبروحلهم بس لازم يكون المكان مش بعيد أوي عشان طلبات الناس التانية، الزرق ده بتاع ربنا، ولو رفعت سعر الوجبة مش هيجيلي أكتر من الرزق اللي ربنا كاتبهولي".
"عم سعد" عبر عن امتنانه الشديد لرد فعل الناس تجاهه، إذ تلقى أمس، مكالمات من أشخاص يشكرونه بعدما صوره صديقه ونشر صورته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، مقدمين له الكثير من الدعم والتعاطف، مختتما: "معنديش أمنية في حياتي غير إني أربي ولادي تربية صالحة، والمحل بتاعي يتجدد لأنه قديم".
تعليقات الفيسبوك