مصائب قوم عند قوم فوائد.. اعتادت على العمل والمشقة منذ أن كان سنها 17 عامًا، تنقلت بين العمل في محلات الأدوات الدراسية، إلى محلات الملابس الحريمي المختلفة، إلى محلات للحيوانات الأليفة، وبعد رحلة عمل وخبرة في الحياة، انتهى بها المطاف "سائقة دليفري" عندما خطرت الفكرة ببالها بسبب كورونا وحجر المواطنين في منازلهم.
شيماء مبروك، 40 عامًا، تخرجت في كلية التجارة، تقطن بمدينة طنطا محافظة الغربية، بدأت رحلة عملها وتحملها المسئولية مبكرًا، فعملت لتحصل على مصاريفها الشخصية ومصاريف دراستها.
تروي "شيماء" معاناتها في بداية حياتها: "اشتغلت كتير وأنا صغيرة، وفي أماكن كتير، عشان أدخل كلية تجارة وأصرف على نفسي وأجيب مصاريف الكلية، وبعد ما اتجوزت فضلت شغالة برضو، وساعات كنت بشتغل شغلانتين مع بعض وبجمع بينهم".
تزوجت "شيماء" من شخص إندونيسي الجنسية، تركها منذ 10 سنوات وعاد إلى بلدته، بعد أن أصبح لديها ثلاثة أبناء، فقامت بدور الأم والأب في الوقت نفسه: "عندي بنتين 16 سنة و11 سنة وابن 10 سنين، لما جوزي سابنا، بقيت أنا المسئولة عن عيالي والأسرة، اشتغلت في محلات عشان أصرف عليهم وعليا، عشان أمن لهم مستقبلهم".
بعد سنوات من العمل وتحمل مسئولية بيتها، خطرت على بال "شيماء" فكرة العمل كـ"دليفري"، واستخلصت هذه الفكرة من انتشار فيروس كورونا، الذي كان فتحة خير عليها: "جات لي فكرة الدليفري أول ما كورونا جات مصر، كنت باوصل طلبات وصدقات للناس الكبيرة اللي مش بتقدر تنزل".
اشترت عجلة بالقسط، ثم بدأت بتوصيل الطلبات لجميع المنازل وتحصل منهم على أجر التوصيل، بعدها تحدثت معها إحدي شركات التوصيل وطلبت منها الانضمام إليهم: "دفعت أول قسط للعجلة بس وفي الأول كنت باوصل طلبات لأصحابي وأصحابهم والناس اللي أعرفها، بعد كده الشركة كلمتني واشتغلت معاهم".
تبدأ "شيماء" عملها منذ الخامسة مساءً بعد أن تستقبل أول "أوردر" على التطبيق الإلكتروني الخاص بالشركة، ترتدي ملابسها، تصعد على عجلتها، تضع السماعة في اذنها وتقوم بتوصيلها على التليفون المحمول لتستمع إلى توجيهات الـGPS، ثم تستعد للانطلاق: "باصحي على 12 أو 1 الضهر باعمل الأكل وأشوف ورايا إيه في البيت، بعدين ببدأ أول أوردر الساعة 5 أو 6، وبعدين بتتوالي الأوردرات لغاية الساعة 3 الفجر، باروح بعدها البيت أنام، ومبسوطة جداً بالشغل، والمهم مستقبل أولادي".
تعليقات الفيسبوك