هبة ووالدها
خطفت الأنظار بتفوقها بعد حصولها على مجموع 99.15% في امتحانات الثانوية العامة والتحاقها بكلية الطب جامعة الإسكندرية لتحقق الطالبة "هبة" حلم أبيها المكافح حامد محمود حارس حارس عقار بمنطقة فلمنج شرق الإسكندرية، انهالت عليهم التهاني والوعود عقب إعلان نتيجتها لكن ما بقي منها لا يساوي إلا القليل فمن عزم على تقديم جهاز "لاب توب" لها لتدرس عليه، لم يعاود الاتصال مرة أخرى ومن تحمس لشراء هاتف محمول لها وعد ولم يفِ بوعده.
يحكي حامد محمود، والدها، أنه لم يطلب شيئا من أحد ويكفيه نجاح ابنته، مؤكدًا أنه عقب إعلان نتيجتها استقبل الكثير من المكالمات التي تعرض المساعدات عليهم ولكن لم يتحقق منها شيء سوى موافقة شركة الاتصالات على توصيل خط أرضي لهم للاشتراك في الإنترنت: "إحنا مش طمعانين في حاجة والناس كانت بتتصل علينا".
يحكي أنه لم يكن يتمنى سوى سكن آخر بدل الغرفة التي يعيش فيها برفقة أسرته المكونة من 4 أفراد: "أوضة متر ونص تحت بير السلم كلنا عايشين فيها بنتي كانت بتذاكر فيها فترة الإعدادي والثانوي صعب تذاكر كمان في الكلية نفسنا في شقة حتى لو إيجار".
يتقاضى "حامد"، ألف جنيه شهريًا ويسعى إلى تعليم أولاده الثلاثة ويعاني من ضيق الحال، وقلة حيلته عن توفير سكن أفضل لابنته وحياة تليق بطالبة الطب: "عمري ما قولت لحد أنا عايز إيه كلهم يشكروا يكفي كلمة ألف مبروك ممكن ظروفهم تكون مسمحتش اللي وعد بمصاريف واللي وعد بكتب دراسية أكيد ظروفه مسمحتش يساعدنا"، موضحًا أنه زوج ابنة قبل هبة ولديه محمد في الصف الثالث الإعدادي ونغم عمرها 3 سنوات متمنيًا أن يعلمهم حتى ينفعوا أنفسهم وبلدهم: "مبخليش حد فيهم يشتغل".
تعليقات الفيسبوك