داخل غرفة مظلمة، يجتمع مجموعة من الأشخاص ممسكين بعصا للمساعدة أثناء الحركة يتحسسون بأناملهم ما يقف أمامهم من أجل معرفة طبيعة الأشياء حولهم، معتمدين على حواسهم الأربعة: "اللمس والشم والتذوق والسمع" في التعامل مع كل ما يحيطهم، تلك الحالة يعايشها المبصرون خلال تجربة Dialogue in The Dark "حوار في الظلام" التابعة لجمعية النور والأمل لدعم المكفوفين.
"حوار في الظلام".. تجربة بدأت في أكتوبر 2019 ومعايشتها تكلف 120 جنيها
Dialogue in The Dark، عبارة عن تجربة مدتها ساعة كاملة، يخوضها الأشخاص المبصرون بقيادة مرشد كفيف داخل غرف مظلمة نظير مبلغ 120 جنيها، وتلك القيمة تذهب لدعم قضية المكفوفين وإعداد برامج تأهيلية وتنموية لهم ولأسرهم، بحسب ما قالته منة أشرف، مدير التسويق والشراكات بالتجربة، خلال حديثها مع "الوطن"، والتي أوضحت أن الفكرة بدأت في العديد من دول العالم أولها ألمانيا خلال الثمانينيات من القرن الماضي، ثم ظهرت لأول مرة في الشرق الأوسط وأفريقيا بمصر في أكتوبر عام 2019، وتعد تجربة غير هادفة للربح.
المشاركون في التجربة يستغنون عن حاسة الإبصار مستبدلين إياها بحواسم الأخرى، محاولين معايشة تجربة ما يخوضه الكفيف في حياته عادة، وذلك يساهم في تبديل شعور الإحساس بالشفقة بفهم واستيعاب ما يمر به فاقد البصر، فضلا عن معايشة أماكن سبق معرفته وذلك الأمر يكتشفه في النهاية كنوع من المغامرة.
التجربة التي يخوضها المبصرون، لم تكمل عامها الأول خاصة وأنها تأثرت بفيروس كورونا المستجد، فبعد الافتتاح بقرابة أربعة أشهر توقفت؛ لتعاود مرة أخرى قبل أسبوعين فقط معتمدة على كافة الإجراءات الوقائية من تقليل عدد الأشخاص في الغرفة بشخصين بدلا من 8 أشخاص، بجانب ارتداء الكمامات وقناعات الوجه فضلا عن تعقيم المكان بين كل تجربة.
وأشارت مدير التسويق والشراكات بتجربة Dialogue in The Dark، إلى أن فريق العمل مكون من 30 شخصا بينهم 20 كفيف مسؤول عن الإرشاد داخل التجربة أما الباقي فتنحسر مهامه بين التنظيم والتسويق والتواصل، لافتة إلى أن هناك مجموعة من البرامج سواء رحلات المدارس، أو معايشة التجربة لأهالي وأسر المكفوفين لمعرفة ما يشعر به ذويهم، وإتاحة الفرصة للأشخاص العاديين من خوض التجربة دعما للمكفوفين.
تعليقات الفيسبوك