الفرخة ليسكي
بين ليلة وضحاها، أصبحت "الفرخة ليسكي" من أشهر الطيور التي تتصدر أخبارها المواقع الإلكترونية والبرامج التلفزيونية، بعدما خرج طبيبان بيطريان، يدعيان محمد أحمد وإيمان أبوالمجد، للحديث عن إجراءهما عملية جراحية عاجلة، لإنقاذ "فرخة" سقطت من فوق سطوح أحد المنازل المرتفعة في مدينة مرسى علم بمحافظة البحر الأحمر، وتعرضت لكسر شديد فى قدميها، لكن المفاجأة أن الصور ظهرت قبل شهرتها في مصر، بدولة البرازيل منذ 4 أيام.
بداية القصة تعود إلى منشور تداول عبر أحد عيادات الطب البيطري، منذ أيام، مضمونه: "علاج طبيعي لدجاجة بعد عملية عظام (شرائح ومسامير) نتيجة السقوط من أعلى المنزل"، لتنتشر القصة بسرعة البرق، ويخرج الدكتور محمد أحمد، يتحدث من داخل إحدى العيادات البيطرية في مدينة سفاجا، بمحافظة البحر الأحمر، عن الفرخة "ليسكي"، زاعما أنه استقبلها وهى في حالة إعياء شديدة، وغير قادرة على الحركة.
وواصل "محمد"، حكيه عن عملية الإسعافات الأولية لإنقاذ الفرخة، ناسجا قصة عن صاحبها مارك فبيان، سويسري الجنسية، الذي يعيش في مدينة مرسى علم، ويهوى تربية الفراخ إلى درجة تجعله يخشى ذبحها أو رؤيتها تتألم، لذا حينما تعرضت "ليكسي"، فرخته المفضلة أو صديقته كما يلقبها، إلى كسر فى قدميها نتيجة سقوطها من فوق سطح فيلته، قرر أن ينقذها بجراحة عاجلة.
ومع انتشار تفاصيل الفرخة "ليسكي" عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لاقت اهتماما بالغا، ما جعل الطبيب البيطري ضيفا أساسيا بالبرامج التلفزيونية، لكن الأمر المثير هو انتشار بعض المنشورات التي شككت في قصة الفرخة "ليسكي".
وبالبحث توصلت "الوطن"، إلى حساب طبيب بيطري برازيلي الجنسية، عبر حسابه الشخصي بموقع الصور الشهير "إنستجرام"، نشر صور الفرخة "ليسكي" منذ 4 أيام، قبل انتشار القصة بمصر، وتحدث عن إجراءه عملية جراحية لها.
والطبيب يدعى Julio Arruda، ودون عبر حسابه: "تم إنقاذ مريضة أخرى، بعد أن كانت ضحية (طقوس دينية)، تسببت في تحطم جميع أعضائها، وتم التخلي عنها للموت على الفور، التدخل الجراحي كان في أطراف الحوض، فضلا عن علاج الأطراف الصدرية".
حساب الطبيب لم يكن الوحيد الذي نشر تفاصيل عملية الفرخة "ليسكي"، بل المركز الطبي الذي يعمل به، نشر الصور بجانب صورهم الشخصية مع الفرخة، فضلا عن بعض اللقطات أثناء العملية الجراحية.
المركز الذي يحمل اسم prosilvestres، كتب بجانب الصور: "أنا فلوكوينيو، وأريد أن أشاركم القليل مما قضيته هذه الأيام.. لأسباب دينية، كسر بعض البشر جناحي وساقي وتركوني على الرصيف لأموت.. لحسن الحظ تم إنقاذي من قبل شخص رائع أخذني إلى طبيب بيطري".
وسرد المركز ما خضعت له الفرخة " فلوكوينيو" كما سمونها، وهو تصوير بالأشعة السينية، وأخذ عينات للدم فضلا عن ارتداء الحفاضات والعلاج الطبيعي والتدليك.
واستكمل المنشور الخاص بالمركز: "الحقيقة هي: لقد حُكم عليّ بالموت، وعلى الرغم من أنني مررت بأوقات عصيبة، فقد تم إنقاذي وتدليلي من قبل أشخاص رائعين، اعتنوا بي (وسيعتنون) بالحب الذي أستحقه".
وتواصلت "الوطن" مع الطبيب محمد أحمد، للرد حول ما نشر بمواقع التواصل الاجتماعي، فضلا عن الصور المنشورة عبر حساب الطبيب البرازيلي، ليرد قائلا: "3 أو 4 أيام الفرخة هتبقا عندي وهبعتلكم صورتها"، وعند سؤاله عن الصور المنشورة عبر المركز البرازيلي، رد قائلا: "ممكن تكون حاجة شبهها".
وطلب الطبيب محمد أحمد، إرسال الصور الموجودة إليه عبر حسابه الشخصي بموقع التراسل الشهير "واتساب"، وعند معاودة الاتصال به لم يرد ثم أغلق هاتفه.
من جانبه، علق الدكتور فتحي سلمي صهبي، مدير مديرية الطب البيطري بالبحر الأحمر، على أمر انتشار الصور للدجاجة في البرازيل بأنهم سيحققون في الواقعة فضلا عن تكوينهم لجنة طبية لزيارة العيادة ومعرفة مدى صحة الواقعة، مضيفا لـ"الوطن" أنهم سيطلبون رؤية الدجاجة.
وسبق وأن أوضح مدير مديرية الطب البيطري بالبحر الأحمر أن الطبيبيّن لا يعملان بالمديرية، وإنه تم إجراء العملية بعيادة خاصة تحت الترخيص، بناء على مسؤوليتهما الخاصة، مستنكرا خضوع الطبيبين لرغبة مالك الدجاجة في علاجها رغم أنها ليست طيرًا نادرًا كالصقر مثلًا.
تعليقات الفيسبوك