الفرخة ليكسي
حالة كبيرة من الجدل أثيرت على مواقع التواصل الاجتماعي أمس، بعدما دفع أحد الأشخاص 7 آلاف جنيه تكلفة علاج فرخة سقطت من فوق أحد الأسطح.
وذكر الطبيبان البيطريان محمد أحمد وإيمان أبوالمجد، أنه أجريت جراحة عاجلة للفرخة المعروفة باسم "ليكسي" داخل العيادة بالبحر الأحمر بمدينة مرسى علم بعدما أحضرها صاحبها السويسري الجنسية والمقيم بمصر، واستغرقت ساعتين وتم خلالها تركيب شريحتين و6 مسامير، بتكلفة 7 آلاف جنيه، وتخضع حاليا للعلاج الطبيعي.
وتسبب علاج الفرخة في ضجة واسعة حيث انتقد الكثيرون من رواد مواقع التواصل الاجتماعي صرف مبالغ كبيرة من أجل علاج حيوان يتم ذبحه يوميا في المحلات، حيث جاءت التعليقات: " ما كانوا يعملوها شوربة ويوزعوا المبلغ ده ع الغلابة كصدقة على روحها، في ناس محتاجة الفلوس ده فراغ، مليون بني آدم محتاج العلاج، كانوا هما أولى".
وتوالت التعليقات التي انتقدت دفع هذا المبلغ الباهظ على طائر: "طب كنت ادبحها واشتري مزرعة فراخ بـ7000 جنيه ووزعها على الغلابة، في حل أسهل من كده كنتوا دبحوتها".
وعن ما إذا كان من الأفضل التبرع بمبلغ العلاج للفقراء والتصدق به، وقتل الفرخة قتلا رحيما، أوضح الشيخ عبدالحميد الأطرش رئيس لجنة الفتوى بالأزهر السابق أن الله سبحانه وتعالى أمرنا بالرحمة مع الحيوانات.
وقال "الأطرش" في حديثه لـ"الوطن"، إن الله وصانا بالرحمة في التعامل مع الحيوانات وقرار القتل الرحيم أو العلاج هو من اختصاص الطب البيطري هو وحده من يقرر، ولكن الحيوانات أرواح تستوجب العناية والاهتمام.
وأضاف: عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال "دَخَلَتِ امْرَأَةٌ النَّارَ فِي هِرَّةٍ رَبَطَتْهَا، فَلَا هِيَ أَطْعَمَتْهَا، وَلَا هِيَ أَرْسَلَتْهَا تَأْكُلُ مِنْ خَشَاشِ الْأَرْضِ، حَتَّى مَاتَتْ هَزْلًا".
وقال الداعية الإسلامي: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: "بينما كلب يطيف بِرَكِيَّةٍ كاد يقتله العطش إذ رأته بغي من بغايا بني إسرائيل فنزعت موقها فسقته فغفر لها به"ـ أي أن الكلب كان يطيف حول بركة ويلهث من العطش حتى رأته بغية من بغايا بني إسرائيل، فنزلت إلى البئر وسقت الكلب، فغفر الله سبحانه وتعالى لها.
وأضاف "الأطرش" أن الرحمة بالحيوان مطلوبة، وما يفعله الشخص بأمواله هو أمر يخصه، وبالنسبة للحيوانات فإن الشخص طالما أؤتمن على روح خلقها الله فلابد أن يحسن معاملتها ويهتم بها.
وتابع: في حديث عن الرسول عليه الصلاة والسلام: دخل النبي صلى الله عليه وسلم بستاناً لرَجُلٍ مِن الأنصار، فإذا جَملٌ، فلَمَّا رأى النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ حنَّ وذرِفَت عيناه، فأتاهُ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ فمَسحَ ذِفراهُ فسكت، فقال: مَن ربُّ هذا الجملِ، فَجاءَ فتًى منَ الأنصار، فَقال لي يا رسول اللَّه، فقال أفلا تتَّقي اللَّهَ في هذه البهيمة الَّتي ملَّكَكَ اللَّهُ إيَّاها؟ فإنَّهُ شَكا إليَّ أنَّكَ تُجيعُهُ وتُدئبُهُ"، أي أن الرسول الكريم مشى في بستان فلاحظ جمل مربوط فذهب إليه صلى الله عليه وسلم ومسح عليه بيده، ثم قال لصاحبه أنه يجيعه ويتعبه من كثرة العمل، وطالبه بأن يتقي الله فيه فتغير سلوك الفتى وأصبح يراعي الحيوانات ومعاملتها.
ووأضاف "الأطرش"، قال صلى الله عليه وسلم عن الرحمة في التعامل مع الحيوانات والاهتمام بها: "بينما رجل يمشي بطريق اشتد عليه العطش، فوجد بئرا فنزل فيها فشرب، ثم خرج فإذا كلب يلهث يأكل الثرى من العطش، فقال الرجل: لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي كان قد بلغ مني، فنزل البئر، فملأ خفه ماء ثم أمسكه بفيه حتى رقي، فسقى الكلب، فشكر الله له، فغفر له» قالوا: يا رسول الله، إن لنا في البهائم أجرا؟ فقال، في كل كبد رطبة أجر".
تعليقات الفيسبوك