الفنان إسماعيل ياسين
«تملي شعبي بيشوفني إنسان ضاحك، لأن هو اتعود.. إنما يعني إذا جيت للحقيقة، الفنان ليه متاعبه وله مصايبه وله حياته الخاصة، لو عرف بيها الشعب، لازم يتعب معاه»، كلمات تصف حياة أحد نجوم الزمن الجميل حسبما جاء على لسانه في لقاء نادر له بالبرنامج الإذاعي «جرب حظك»، مع الإعلامي طاهر أبوزيد سنة 1957، هو الضاحك الباكي إسماعيل ياسين، الذي تحل اليوم ذكرى وفاته.
حياة الراحل إسماعيل ياسين الفنية، دائما ما كانت محط أنظار الجميع ومصدر كتابة العديد من الأخبار والمقالات عنه حتى بعد رحليه لسنوات عدة؛ لكن الجميع لا يعرفون شخصية «سُمعة» الإنسان البسيط في منزله لذلك نسلط الضوء على ابن محافظة السويس، حيث سبق وأن أجرت «الوطن» حوارا صحفيا مع إيمان أنور والحاملة اسم آخر وهو «ميرفت»، ابنة خالة ياسين إسماعيل ياسين، ووالدة الشاعر أيمن بهجت قمر، التي تربت في أحضان ومنزل الفنان الراحل منذ أن كان عمرها سنتين وحتى وفاة «سمعة» وهي بعمر الـ16.
وإلى نص الحوار..
* حدثيني عن شخصية إسماعيل ياسين في منزله؟
بابا إسماعيل كان طيب وحنين عكس ما عرف عنه أنه مهرج؛ فشخصيته بالأفلام والأعمال عكس الواقع فهو جاد ومحترم بجانب خفة ظله المعهودة.
من أكثر الصفات المرتبطة بشخصية بابا إنه عصبي، خاصة وقت مباراة الزمالك لأنه زملكاوي متعصب.
* كيف كان يتابع مباريات الزمالك، ومن هو لاعبه المفضل؟
لاعبه المفضل هو الكابتن حمادة إمام، والد حازم إمام، ووقت مباراة الزمالك المنزل يتحول لحظر تجول ممنوع الكلام، منتبه للمباراة بشكل شرس، إيديه ورجليه بيرتعشوا من العصبية والتوتر لحد ما الزمالك يكسب، ومع فوز فريقه المفضل يسعد كثيرا ويصبح يومه جيدا.
* ما علاقة إسماعيل بكِ وبابنه المخرج الراحل ياسين؟
تربيت في منزل بابا إسماعيل منذ كان عمري سنتين وحتى وفاته وأنا بعمر 16 ونصف عاما، حتى كان يقول للجميع إنني ابنته سواء بالمدرسة أو اللقاءات التليفزيونية والصحفية، رغم أنني ابنة خالة ياسين لكني لم أشعر سوى أنني ابنته فقط.
أما عن ياسين فكان يكبرني بسبع سنوات، وكان هو روح والده وقلبه فلم يضربه يوما، بابا كان أعظم وأحن أب في الدنيا.
* ماذا كان يحب من الطعام، وهل له طقوس معينة؟
بالنسبة للطعام كان يعشق طاجن البامية باللحمة الضاني، وورق العنب بالكوارع، بجانب الملوخية والأسماك والمحاشي، ولم يكن له أي طقوس معينة على المائدة فهو رجل بسيط متواضع.
* ماذا عن ملابسه والماركات التي ارتداها؟
كان شيك جدا ويشتري البدل الغالية عند سفره بالخارج، ومن الماركات التي ارتداها بالبدل والكرفتات Givenchy تلك العلامة التجارية الفرنسية، وملابس المصمم الإيطالي Pierre Cardin، والماركة الفرنسية Yves Saint Laurent.
* كيف كان يحتفل بعيد ميلاده معكم ومع أصدقائه؟
عادة ما نحتفل بعيد ميلاده في بورسعيد لأننا نقضي العطلة الصيفية في أول 3 شهور بالإسكندرية وأول 10 أيام في سبتمبر نذهب لمدينة بورسعيد وهناك نحتفل بعيد ميلاده وسط أصدقائه المقربين، وبعد ذلك نعود للقاهرة نظرا لبداية الدراسة.
* تواجده داخل الاستديو.. كيف كان يستعد للأعمال والتصوير؟
كنت أحضر العديد من كواليس الاستديو والمسرح معه، ووقت استعداده كان يتواجد بغرفته من أجل وضع «ميك اب» الشخصية وارتداء الملابس، فضلا عن الاستعداد للتصوير، وكان بمكان عمله شخصية محبوبة من الجميع وعلاقته جيدة جدا مع زملائه، وبعد التصوير كان يعود للمنزل فهو شخص «بيتوتي» يعشق عائلته ففي حياته لم يكن هناك سوى عمله وعائلته حتى في الخروج للسينما أو النادي كنا نتواجد معه.
* كيف كان يتعامل مع جمهوره؟
متواضع وطيب جدا، عكس ما يقال عليه حاليا إنه عصبي مع الجمهور، فمع موقف واحد الجميع نشر عنه تلك الشائعة، «طبيعي واحد عنده نقرس ومتعصب في وقت ما لما يطلب منه قول نكتة إنه يزعل ويرد بجدية هو إنسان في الأول والآخر».
* من كان أقرب الفنانين له؟
الفنانة تحية كاريوكا والفنانة مها صبري والفنانة درية أحمد والدة سهير رمزي، كانوا بجواره معظم الوقت حتى إن تحية ومها استطاعتا أن تصلحا بينه وبين عبدالحليم بعد قطيعة كبيرة بينهما.
* أين توجد مقتنيات الراحل إسماعيل ياسين؟
بعد وفاته تم بيع أغلبها بين الأصدقاء سواء من الملابس أو مكتبته الضخمة التي كانت من نصيب سمير خفاجة، فكان لدى بابا مكتبة كبيرة بها مئات الكتب العربية والمؤلفات المترجمة، فهو من علم نفسه بنفسه بعد تركه المدرسة حتى إنه أتقن اللغتين الإنجليزية والفرنسية.
* في رمضان والأعياد هل كان له طقوس معينة؟
في رمضان كان ينام وقتا أطول لأنه عصبي وقت الصيام، لكن بعد السحور يظل مستيقظا وقتا أطول ثم ينام ويستيقظ قبيل المغرب بفترة قصيرة، أما في العيد لم يكن له طقوس معينة فنحن عائلة بسيطة مثل أي بيت مصري، لكن طول الوقت لدينا زيارات وأصدقاء سواء في المناسبات أو الأعياد.
* أكثر وقت يكون إسماعيل ياسين سعيدا فيه؟
دائما ما يكون سعيدا بأي شيء يخص ابنه ياسين سواء بالنجاح أو بأعياد ميلاده التي كان يحضرها كل نجوم الفن.
* ماذا عن أكثر يوم حزن به إسماعيل ياسين؟
آخر 10 أيام في حياته كان حزينا، متأثرا بوفاة صديق عمره المخرج الراحل فطين عبدالوهاب بجانب قلة الأعمال، فبعد أن كان يصور 3 أفلام في الشهر وافق على دور ثانوي في فيلم «الرغبة والضياع» الذي لم يكمله، حتى إنه اكتأب وسافر للإسكندرية برفقة شقيقي ثم عاد ليرحل ويتوفى في نفس اليوم.
* ماذا عن اليوم الأخير في حياته؟
يوم عودته من الإسكندرية، كان من المفترض ذهابنا لنادي الصيد لكنه تعب فاعتقدنا أنه بسبب النقرس فكان لا يشتكي من شيء ولا يعاني من مرض، ومع جلوسنا تحدثنا وقاله لي إنه سيموت، لنحضن بعض ونبكي وبعد وقت قليل شعر بضيق في التنفس، ليخرج على عتبة المنزل وطلب مني ليمونا.
ومع ازدياد تعبه ذهب ياسين مع المخرج مدحت السباعي لإحضار طبيب، وخرج جارنا وصديق العائلة لطلب المساعدة، لكن وقتها كان بابا إسماعيل يحتضر وأنا كنت لا أعلم نظرا لصغر سني، وبعد ذلك نقلناه لسريره وجاء الطبيب وأكد الوفاة نتيجة ذبحة صدرية.
ومع إعلان وفاته كان الفنان سمير صبري أول من حضر وأبلغ الجميع، فهو دائما ساعٍ للخير.
* هل ما قيل عن صعوبة حياة إسماعيل ياسين المادية في الفترة الأخيرة صحيح؟
أقل مستوى عاش فيه بابا إسماعيل كان في شقته بالزمالك ذات الـ7 غرف، فمات مستورا لم يشحت من أحد وكان عفيف النفس، طبعا لم يكن الأمر مثل ما اعتاد عليه حيث كان يملك منزلا في شارع مزهر لكن الضرائب حجزت على أغلبه، لكن لم يحتج يوما من أحد شيئا.
وعن سبب دفنه بمدافن زوجة عماد حمدي الأولى، أنه توفي في الليل ومدافن الأسرة موجودة بالسويس وجميع الفنانين أرادوا الحضور، لذلك قررنا دفنه بالبساتين في صباح اليوم التالي.
* هل وجد الفنان الراحل التكريم اللائق بتاريخه؟
على الإطلاق لم يجد، على الرغم من حب الجماهير البسيطة له، إلا أنه يتعرض دائما خاصة على السوشيال ميديا للظلم عن طريق الافتراء والحديث عن أمور بعيدة كل البعد عنه وعن حياته.
تعليقات الفيسبوك