في إبريل الماضي، حذر عدد من العلماء من عقار مستخلص من نبات "الشيح" قالوا إنه يؤدي إلى نتائج كارثية على الصحة، ورغم ذلك ما زال رئيس دولة مدغشقر المعلنة عنه يروج له باستمرار.
والعقار المستخلص من النبات عبارة عن محلول جرى تطويره في دولة مدغشقر وصار يغري عددا من الدول، قد يجعل مرض الملاريا مضادا لفيروس كورونا، حيث أوضح عددًا من العلماء أن هذا العقار المستخلص من الأعشاب لم تثبت فعاليته في تجارب مخبرية، وبالتالي، فإن تناوله ما يزال أمرًا محفوفا بالمخاطر.
وجرى تطوير العلاج المزعوم من قبل معهد مدغشقر للبحوث التطبيقية، وتضم مكوناته مادة الشيح الحلو؛ وهي نبتة آسيوية تجعل الجسم غير متجاوب مع علاجات الملاريا المعتمدة على مادة "الأرتيميسينين".

أصل النبات
وبحسب ما ذكرته هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" في تقرير لها، يعود أصل نبتة الشيح إلى قارة آسيا، لكنه ينمو في أجزاء أخرى كثيرة من العالم، حيث تتوفر بيئة مشمسة ودافئة، واستخدم في الطب التقليدي الصيني لأكثر من ألفي عام لعلاج عدد من الأمراض، بما في ذلك الملاريا، وكذلك لتخفيف الألم ومكافحة الحمى.
ويعرف باسم "جينجهاو" في الطب الصيني، ويطلق عليه اسم الشيح الحلو أو الشيح السنوي، ويستخدم كعلاج بديل بل ويوضع في بعض المشروبات الكحولية أيضاً.

كيف يستخدم الشيح لمكافحة الملاريا؟
يُطلق على المكون الفعال الذي يستخلص من أوراق نبات الشيح المجففة اسم "أرتيميسينين" مثبته فعاليتها في مكافحة الملاريا، والتي توصي منظمة الصحة العالمية بالعلاجات المركبة القائمة على مادة الأرتيميسينين، وخاصة الأنواع المقاومة الآن للكلوروكين.
وتحتوي مركبات الأرتيميسينين على مشتقات مادة الأرتيميسينين مع مواد أخرى، التي تعمل على تقليل عدد طفيليات الملاريا في الجسم.

هل يمكن أن يعمل الشيح على مكافحة كوفيد-19؟
ووقت إعلان النبات كعلاج لفيروس كورونا، قال رئيس مدغشقر راجولين، إن التجارب التي أجريت على شراب "كوفيد أورجانيك" الذي يستخدم مكونات مستخلصة من نبات الشيح، أظهر فعاليته ضد المرض، وكرر هذا الزعم مؤخراً في سبتمبر الحالي، لكن لم يقدم أي دليل بشكل علني على ذلك.
والتركيب الدقيق لهذا الشراب غير معروف، رغم قول الحكومة إن أكثر من 60% منه مشتق من نبات الشيح، وبدأت مدينة مدغشقر في إنتاج كبسولات ومحلول يمكن حقنه أيضاً، وبدأت فعلياً بإجراء التجارب السريرية عليه.
كان العلماء الألمان والدنماركيون يختبرون مستخلصات من نباتات الشيح، والتي يقولون إنها أظهرت بعض الفعالية لمكافحة فيروس كورونا المستجد في بيئة مختبرية، كاشفا بحث - لم تتم مراجعته بشكل مستقل من قبل علماء آخرين- عن أن هذه المستخلصات أظهرت نشاطًا مضاداً للفيروسات عند استخدامها مع الإيثانول النقي أو الماء المقطر.

ويعمل هؤلاء الباحثون مع جامعة كنتاكي لإجراء تجارب سريرية على البشر في مرحلة ما، كما تجري الصين اختباراتها الخاصة، بناءً على الأدوية المستخدمة في الطب الصيني التقليدية التي تستخدم نبات الشيح الحولي أيضاً.
وأجرى علماء في جنوب إفريقيا اختبارات في المختبرات على نبات الشيح الحولي وأنواع أخرى من النبات - الشيح الإفريقي - من أجل التأكد من فعاليته ضد وباء كوفيد-19، لكن لا توجد نتائج حتى الآن.
رأي منظمة الصحة العالمية عن الشيح
تقول منظمة الصحة العالمية، إنها لم تحصل على معلومات مفصلة عن اختبارات مدغشقر حتى الآن.
وقال جان بابتيست نيكيما، من المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في إفريقيا لبي بي سي، إن المنظمة قد تشارك لاحقاً في التجارب اعتماداً على المعلومات التي يحصلون عليها حول التجارب المبكرة.
وفي الوقت الحالي، تقول منظمة الصحة العالمية إنه لا يوجد دليل على أن المنتجات المشتقة من الشيح تعمل على مكافحة هذا الفيروس، مضيفة أن جميع النباتات الطبية "يجب اختبارها من حيث الفعالية والآثار الجانبية الضارة" من خلال إجراء تجارب سريرية صارمة.
تعليقات الفيسبوك