داخل شوارع وسط البلد، توجد عمارة كبيرة عتيقة، ليس لبناؤها منذ عقود طويلة، بل عاش بها علامات من نجوم زمن الفن الجميل، فعاش بين جدرانها "محمد فوزي، كمال الطويل، أسمهان، توفيق الحكيم، عزيز صادق، نجيب الريحاني، ليلى مراد وغيرهم".
"هنا عاش".. عبارة تصدرت لافتة حجرية طويلة تم تدوين عليها أسماء المشاهير الذين سكنوا بعمارة "الإيموبيليا" الشهيرة، حيث ظلت كالحارس أمام باب البناية الضخمة لسنوات، حتى اختفت بشكل مفاجىْ صباح اليوم.
وقال أحد حراس المبنى، عبده محمد: "استيقظنا منذ نحو ستة أشهر لنجد اللافتة وقد اختفت ولا نعلم من أخذها، البعض قال إن الحي قام بنزعها تمهيدا لاستبدالها بأخرى ضمن مشروع عاش هنا، الذي يوثق تاريخ القاهرة الخديوية ومن عاش بها، والبعض قال إن اللافتة سُرقت، أما الأغرب فكان ما قيل من أن الأشباح هي من سرقتها وكلها أقاويل نسمعها كثيرا".
كثيرًا ما تردد عن عمارة الإيموبيليا بوجود الأشباح والأرواح بها، وهو ما كشفه المخرج خالد الحجر الذي يعيش في منزل الراحلة ليلى مراد، في لقاء سابق ببرنامج "واحد من الناس" مع الإعلامي عمرو الليثي.
وداخل منزل ليلى مراد وتحديدا في الدور الـ11 بالجناح الأيمن من عمارة "الإيموبيليا"، حكى "الحجر"، أن هذا العقار سكنت فيه "مراد" وتزوجت من أنور وجدي فيه، واعتنقت الإسلام به، وعام 1954 بعد انفصالها تركت المنزل وذهبت إلى جاردن سيتي.
وقال "الحجر"، إنه شعر داخل العقار بطاقة جميلة، موضحا أنه منذ صغره ولديه القدرة على رؤية والإحساس ببعض الأشياء إذا كان هذا المكان به طاقة إيجابية أم سلبية.
أما عن شقة الراحلة ليلى مراد سابقا، والتي يعيش فيها "الحجر" فيقول: "أوقات بحس بطاقة معايا هي حلوة مش وحشة بس فيه أخرين معايا ولي صديق أسباني هو مدير تصوير اشتغل معايا 3 أفلام هو أكد لي إنه شاف حاجات في الشقة".
حكى صديقه مدير التصوير له أنه رأى شخص يقف في الطرقة أثناء ذهابه إلى "الحمام" ثم سقط هاتفه وأيضا صورة معلقة على أحد الجدران منذ زمن وقعت عليه، مضيفا: "الموضوع بقى يقلقني كلمت حد متخصص في انجلترا قالي لما يحصل حاجة زي دي كلمني".
"أنا شفت في بعض الأحيان أطياف كتير في الشقة وفي الأسانسيرات كمان".. هكذا وصف "الحجر" الذي اعتاد على العيش وسط هذه الأجواء دون التفكير في ترك المنزل، وتذكر أنه في يوم قرر الخروج لشراء السجائر وبمجرد استقلاله المصعد ظل 5 مرات يصعد ويهبط بين الدور الرابع والخامس قائلا: "مش عارف افتح الباب لحد ما خرجت منه".
كما ظهرت الأرواح لأشخاص آخرين من أصدقائه، متابعا: "صديق لي قالي في حد لسه معدي.. واحدة لابسة زي لبس هندي وبنطلون وشال"، مؤكدا أن هناك أياما لا يشعر خلالها براحة نفسية في المنزل وأخرى يشعر خلالها بالراحة قائلا: "وفي أيام بفتح أغاني فرانس وليلى مراد ومحمد فوزي وبيهدوا".
ما يوجد في المنزل هو "أرواح" وليس "أشباح" وفقا لشرح "الحجر" مشيرا إلى أن: "الأرواح ناس طيبة موجودة متصلة بالمكان ودي طاقة أنا بحس بحاجة وبشوف أطياف وفي أيام بحس بقلق في الشقة وأنا بكلمهم وأوقات لازم افتح الشبابيك عشان الطاقة دي تتطلع".
وأحيانا عندما يدخل "الحجر" غرفة نومه التي يوجد بها أثاث ليلى مراد يشعر بحسب وصفه: "حد حط إيده عليا وحد قاعد على السرير وكذا مرة قمت من النوم على إحساس إن حد بيهزني.. والأرواح متجسدة أما رجل أو امرأة وبعض الأوقات الاثنين.. لما اقولوا قوم يقوم وبحس إني بمسك حاجة لما يكون حاطط إيده عليا وبحاسبها بيتحاسب".
"بكلمهم أقول أنا عايز أنام ممكن تسبوني أنام شوية".. وبالفعل يتركوه حينها عندما يطلب منهم "الحجر" ذلك موضحا أنه اعتاد على غلق جميع أبواب الغرف قبل النوم ما عادا الصالة، وفي الصباح يفتح كل الأبواب: "دي حاجة بعملها عشان استريح.. الأرواح طيبة مضرتنيش أنا بكلمهم لما بضايق أقولهم انتوا ضايقتوني النهاردة ممكن تمشوا من هنا ويمشوا".
وتظهر الأرواح في فترة بعد المغرب أو في الصباح الباكر: "وأحيانا الصبح بيبقى في طاقة مش ظريفة وأنا في المطبخ بحس حد بيبص عليا وكمان ناحية الحمام والطرقة مش سليمة شوية".
رغم كل ما يشعر به "الحجر" في المنزل إلا أنه أكد عدم شعوره بالخوف قائلا: "أنا مش خايف مش حاجة وحشة حصلت صديقي اللي كان بيخاف، الشقة دي من 54 لحد ما أنا أخدتها ناس كتير سكنت لكن إيه اللي حصل متعرفش".
واصطحب "الحجر" سابقا شيخ لقراءة القرآن وتأكد أنه لا يوجد "أرواح جن" قائلا: "دي أرواح ناس كانت موجودة في المكان".
وعن عمارة "الإيموبيليا" نفسها يقول "الحجر" إنها معروفة بأنها "مسكونة" ووقع فيها أكثر من جريمة قتل فعدد من حراس العقار يقولون ذلك أيضا، والمبنى لا يوجد به سكان.
تعليقات الفيسبوك