كان حلمه الأوحد أن يلتحق بكلية طب جامعة الإسكندرية، ليظل بجانب والده يساعده في عمله كبائع فريسكا على شواطئ عروس البحر المتوسط، لم يتوقع إبراهيم عبدالناصر والمعروف إعلاميًا بـ"بائع الفريسكا"، أن الهدايا والمكافآت ستنهال عليه كالمطر بعد ظهوره في مقطع فيديو يخبر الجميع بأنه من أوائل الثانوية العامة بمجموع 99.6% وعلى كتفه صندوق الفريسكا.
أصبح بين ليلة وضحاها يمتلك سيارة "ع الزيرو" ومبلغ مالي كبير يتخطى الربع مليون جنيه ومكافأة شهرية لوالده بقيمة 15 ألف جنيه، وغيرها من الهدايا والامتيازات، التي بدلت حال الشاب الصغير 360 درجة ربما تؤثر كل هذه العروض على حياته المستقبلية وتفقده الحماس عن تحقيق حلمه بعد أن أصبح لديه كل شيء.
هذا ما أكده الدكتور محمد حمودة، استشاري الطب النفسي، لافتًا إلى أن سيارة وأموال كثيرة دفعة واحدة بدون مقدمات أو مجهود مبذول لاقتنائها سيؤثر عليه سلبًا: "لأنه هيفقده الهدف بتاعه اللي كان بيسعى لتحقيق وهو إنه ينجح عشان يحسن من مستوى أسرته ماديًا"، مضيفًا أن ما حدث سيصيبه بالتشتت وسيقترب منه الجميع أثناء دراسته في الجامعة من أجل امتلاكه سيارة وشهرته: "الناس هتبدأ تعامله على إنه نجم سينمائي ده هيخلي عنده مشاكل في الكلية وهيأثر على نجاحه".
كما يرى "حمودة"، أن هذه الامتيازات ستهبط من عزيمته بسبب توافر كل شيء بين يديه ولكن يجب أن ينتبه جيدًا حتى لا يقع في هذا الفخ من خلال تقديم عدة نصائح ربما تنقذه من خدعة الشهرة والأموال لأن نجاحه الأساسي ليس كسب المال بل التفوق والتخرج من كلية الطب ومواصلة نجاحه رغم كل شيء.
وأكد أن عليه الاهتمام بالدرسة: "لا تبتعد عن حلمك لأن هذا التحدي الأكبر بأن لا تتأثر بالأموال والهدايا والمزايا التي جاءت لك، ركز واجتهد كي تصل لهدفك وحلمك الأكبر بأن تصبح طبيبًا ناجحًا لأن المال ليس هدف، المال الذي لم يأت نتيجة تعب وجهد وشقى ليس له قيمة، المفروض تشيل الفلوس من حساباتك نهائي".
وتابع: "لا بد أن تعلم جيدًا أنك لست نجم سينمائي وهذا الموقف الذي حدث ونتج عنه شهرة واسعة وتعاطف كبير وإعجاب وصل لجميع المواطنين والمسؤولين لن يظل للأبد لأنهم ينتظرون استمرار نجاحك فلابد أن تتجاوز هذا الموقف سريعًا وتفكر في الخطوة القادمة، عيش زي الأول وجهز قايمة أحلام جديدة لتحقيقها".
تعليقات الفيسبوك