عملٌ واحد تتفق عليه دول العالم، العمل الخيري التطوعي سواء بشكل فردي أو جماعي، وأيضاً المبادرات الخيرية الخدمية التي تطلقها المؤسسات الرسمية أو الجمعيات الأهلية، وفي اليوم العالمي للعمل الخيري، كما حددته الجمعية العامة للأمم المتحدة، هناك متطوعون يكرسوا أوقاتهم في خدمة الفقراء والمحتاجين، دون خوف من انتشار وباء كورونا، ولا يتأثرون بالأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد، بهدف نشر ثقافة التطوع والأعمال الخيرية.
رفعت العربي، بمحافظة الجيزة، تطوع منذ أكثر من 10 سنوات، في عدة مجالات مختلفة، منها رعاية وخدمة المسنين، والمشردين، والأيتام، وأطفال مرضى السرطان، وذوي الاحتياجات الخاصة كـ "الأطفال المصابين بمتلازمة داون، والجذام"، كل هذه الأعمال الخيرية، يقوم بها يومياً، من خلال تنظيم وقته بين عمله كـ "مقاول"، ومتطوع، كما يقوم برعاية الفقراء داخل القرى بالجيزة، من خلال توفير المواد الغذائية اللازمة، والأدوية: "مش أي حد يقدر يقوم بعمل خيري بدون مقابل، وكمان بيدفع من جيبه مش معنى كده أني أحسن واحد لكن دي قدرات، وربنا اختصنا بيها وده دوري وهدفي أني انشر ثقافة العمل الخيري بين الناس".
بدأ "رفعت"، مشواره في التطوع، بالجهود الذاتية، ثم كثرت الأعمال، وأصبح يتلقى التبرعات، وهو ما ساهم في زيادة حجم المساعدات التي يقدمها: "انهارده اليوم العالمي للعمل الخيري، وبالنسبة كل يوم بقدم حاجة تساعد الناس هو يوم عيد أني قدرت أفرحهم وأخدمهم".
ووفقاً لـ "رفعت"، فقد اكتسب صفات كثيرة، في مشواره التطوعي، ومنها، الصبر، وعدم الحكم على الآخرين، كما أنها ساهمت في توطيد علاقاته بكوادر بمختلف المجالات، كالأطباء، والصيادلة، والمحامين: "وكل دول بيساعدوني في مساعدة الناس وبيهم الخير بيكبر"، وقد جرى تكريمه العام الماضي، كأفضل نموذج يمارس العمل الخيري، من إحدى المؤسسات الخيرية.
نموذج آخر، تقدمه شروق مصطفى، 25 عاماً، والتي تطوعت لعمل الخير، منذ 7 سنوات، داخل مناطق الريف والصعيد، وأيضاً سافرت إلى دول أخرى عربية، حيث زارت بيروت مؤخراً، لمساعدة ضحايا لبنان، بعد انفجارين مرفأ بيروت: "مجالات كتير تطوعت فيها واتعلمت منها كنت بوزع الأكل على مرضى كورونا ولحد دلوقتي مستمرين وعملت مطبخ خيري مع مجموعة من المتطوعين وقدرنا نساعد مصابين كتير أثناء العزل الطبي، وتطوعت في تدربيات الأطفال والشباب في ازاي يقدموا على وظايف او يأسسوا مشروعات خاصة بهم".
وبحسب "شروق"، تطوعت أيضاً في مجالات حقوق المرأة ونبذ العنف ضدها وحقوق الأطفال، وهذه الأعمال كانت تثقلها بالخبرات، وتوطد علاقاتها بالأخرين، وهو ما ساعد في زيادة أعمالها التطوعية الخيرية: "كل مكان أروح استفدت منه وقدرت افيد غيري وأتمنى كل شخص قدامه يساعد ويطوع ميتأخرش لأن نتيجة المشوار ده تستحق وتستاهل أننا نتعب ونتقاتل عشان نخدم غيرنا، الخدمات دي بتوطد علاقتنا باللي حوالينا حتى بالفقراء إحنا محتاجين دعواتهم عشان نكمل".
تعليقات الفيسبوك