"نبوي" رفقة لوحة سورة الفاتحة
يمسك القلم بيديه، مُركزاً عينيه على يديه واللوحة، يبدأ تدريجياً وبكل هدوء وثبات في رسم البراويز والزخارف، جمال خطه وموهبته في الرسم والخط، دفعه إلى تنميتها منذ الصغر في مجال رسم الزخارف والأشكال الدينية وكتابة الآيات القرآنية.
انشغاله في الدراسة والعمل أجبره على إهمال موهبته، لكنه عاد لتنميتها في فترة الحظر وتوقف الدراسة، وقام بكتابة سورة الفاتحة مع رسم زخارفها حولها.
أحمد نبوي، 21 عاماً، طالب بكلية الهندسة، من شبين الكوم بمحافظة المنوفية، بعد أن اكتشف موهبته، ضاعت في زحمة العمل والدراسة، ولكنه قام بتطويرها من جديد خلال فترة الحظر: "قبل كورونا كان الدراسة والشغل واخدين كل وقتي وده خلاني أنسى موهبتي شوية، دلوقتي الدراسة واقفة، فلقيت وقت أطور من موهبتي، بدأت أشوف فيديوهات عن الخط العربي وأقلد كل برواز وزخرفة قدامي، بعدين في مرة فتحت المصحف، عجبني شكل الزخارف الموجودة في سورة الفاتحة، فاحبيت أعمل حاجة تكون مختلفة شوية، وفي نفس الوقت تبقى ثواب وأجر ليا".
بالقلم الرصاص والجاف، مستغرقاً 17 يوماً متتالياً، بدأ "أحمد" كتابة ورسم سورة الفاتحة على لوحة كبيرة، واضعاً كل جهده وتركيزه، لتخرج بالشكل الذي يريده: "أخدت 17 يوم متواصلين بدون انقطاع ومن 5 لـ 6 ساعات في اليوم، يعنى تقريبا استغرقت فيها حوالى ١٠٠ ساعة، لأن لازم أطلع حروف القرآن مافيهاش أي أخطاء، وباراعي التشكيل، وعاملها بهندسيات دقيقة جداً، ماينفعش يبقى فيها غلطة، رسمتها الأول بالقلم الرصاص عشان لو حاجة مش مظبوطة ممكن المجهود كله يروح، بعدين عدت عليه بالجاف وبعدين لونتها".
خلال ساعات العمل الطويلة على اللوحة والتي مرت دون انقطاع، لم يشعر خلالها "أحمد" بأى تعب: "مابحسش بالتعب وأنا شغال لأن دى حاجة أنا حاببها، ساعات بحس بألم في ضهرى، بس فالآخر بالاقى قصاد التعب نجاح وثواب، وفي نفس الوقت ربنا بيقوى".
بالرغم من أنه يبيع لوحاته المختلفة، لكن اللوحة الخاصة بسورة الفاتحة، لم يفكر في بيعها: "اللوحة غالية عليا عشان كده مش هابيعها، وقررت أحطها في أي مسجد، ولقيت تشجيع كبير من كل الناس ماتوقعتوش، ناس كتير عجبها الشغل، وهاكمل وأعمل لوحات بآيات قرآنية كتير".
تعليقات الفيسبوك