لم تمنعه إعاقته من التفوق في الثانوية العامة، قهر الإعاقة بالمذاكرة حتى حصل على 94.4%، كان حلمه الإلتحاق بكلية الصيدلة، رغم معاناته الصعبة التي عاشها بسبب إعاقته الحركية، كان والده يحمله على كتفيه أو في سيارة ويقطع عددا من الكيلو مترات من محل إقامته بقرية الحصفة التابعة لمدرستة بمركز الرياض في محافظة كفر الشيخ، إلا أنه فوجئ بإرتفاع تنسيق القبول بالجامعات هذا العام، ماجعله يفقد الأمل في تحقيق حلمه.
الطالب محمد أحمد عبد اللطيف، يعاني من إعاقة حركية، خضع لعدد من العمليات الجراحية على أمل إستعادة حركته طبيعية، رافضًا الإنضمام لطلاب الدمج طوال مراحل حياته العلمية، لإيمانه أن الإعاقة ليست في الحركة أو في الجسد، بل في التفكير، فالكثير من العلماء كانوا معاقين جسدياً لكنهم أصبحوا علماء يُشار إليهم بالبنان.
" لست معاقاً فأنا مؤمن أن الإعاقة الجسدية ليست إعاقة، فالإنسان يستطيع أن يكون عبقرياً رغم إعاقته الجسدية، فطه حسين كان عالماً رغم أنه كفيف، وهناك العشرات من العلماء عانوا من ظروف مرضية، وأنا على يقين بأن الإنسان طالما كان قادراً على التفكير والإبداع والتفوق فهو ليس معاقاً، كنت أذهب للمدرسة وأتعرض للمضايقات في سن صغير، لكن التلاميذ تعلموا كيف يحترموننى وكيف يقفون إلى جواري، كنت أضرب لهم مثلاً دائماً أن الإعاقة ليست في الجسد، أحرص على الذهاب للمدرسة برفقة والدي، ثم أدخل لفصلي الدراسي ويتولى أحد زملائي الذهاب بي إلى دورة مياه المدرسة، ثم إعادتي مرة آخرى".
ويضيف الطالب لـ"الوطن": "لا أستطيع الذهاب وحدي إلى أى مكان، لكنني كنت دائماً على ثقة بأن الله سبحانه وتعالي سيساندني، أكرمني بالتفوق لأننى لم أتلق دروساً خصوصية يومًا ما، بل اعتمدت على نفسي وكنت أذاكر طوال الوقت كي أثبت للجميع أن الإعاقة ليست في الجسد، فأنا برغم ظروفي الصحية، حصلت على مجموع عالٍ على الرغم من أنه لن يحقق حلمي في الإلتحاق بكلية الصيدلة التي حلمت طوال حياتي بالإلتحاق بها، لكنني أثق أن الله سيسخر لي من يساعدني مرة آخري ".
وتمنى أن يمنحه الرئيس عبد الفتاح السيسي، والمجلس الأعلى للجامعات منحة دراسية خاصة ليحقق حلمه بالإلتحاق بكلية الصيدلة: "نفسي ياريس أدخل كلية الصيدلة بمنحة دراسية، نفسي أحقق حلم حلمت بيه طول عمري، أنا قهرت الإعاقة ونفسي أقف وأحقق حلمي وأقول فعلا أنا قهرتها للنهاية".
" طول حياته متفوق وشاطر، لم أشعر يوماً أنه معاق بل كنت أحسبه هديه من الله لنا، كنا دائما نشجعه على مواصلة دروسه، هو أول فرحتي كان لديه شقيق تؤأم توفاه الله ثاني أيام الولادة، وحمدت الله على بقاءه حتي لو يعاني من إعاقة جسدية" بهذه الكلمات بدأت هدى جابر، والدة محمد التي تعمل معلمة إبتدائي حديثها لـ" الوطن"، مؤكدة أن لديها إثنين من الأبناء هما فارس في الصف الأول الثانوي ونوران في الصف الأول الإعدادي، ولم يشعروا جميعاً بأن محمد معاقاً بسبب تفكيره العبقري.
وناشدت والدة الطالب الدكتور خالد عبد الغفار، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، بتوفير منحة دراسية لنجلها في جامعة الدلتا للعلوم لقربها من محافظة كفر الشيخ محل إقامته، وتحقيق حلمه في الالتحاق بكلية الصيدلة:" آملنا كبير في ربنا، زي ماحقق أحلام طالب الفريسكا وبائعة الأحذية.. نفسي حلم ابني يتحقق".
تعليقات الفيسبوك