مخاوف كثيرة أثيرت خلال الفترة الماضية حول حدوث موجة ثانية من فيروس كورونا خاصة بعد إصابة عدد من الدول بها، الأمر الذي دفع الجميع للحذر والتشديد على الالتزام بالإجراءات الوقائية والاحترازية.
وتضاربت الأقاويل حول أعراض جديدة في الموجة الثانية من كورونا تصيب الجهاز الهضمي بعدما كانت الموجة الأولى مقتصرة على الجهاز التنفسي، الأمر الذي سبب ذعر من نوع مختلف حول ما إذا كانت هناك بالفعل أعراض أخرى أم لا وكيفية الوقاية والتفرقة بين أعراض البرد وأعراض كورونا.
وتستعرض "الوطن" في ما يلي كل شيء عن الموجة الثانية من كورونا وأعراضها، وفقا لجامعة جونز هوبكنز الأمريكية، هيئة الإذاعة البريطانية، صحيفة "نيويورك تايمز"، صحيفة "التايمز" الهندية، مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها "سي دي سي".
ما هي الموجة الثانية لفيروس كورونا؟
هي ارتفاع مفاجئ في حالات الإصابة بالفيروس التاجي أو حدوث إصابات في دول سجلت صفر تعافي ثم عادت تسجل إصابات مجددا.
الفرق بين أعراض الموجة الأولى والثانية من كورونا
لم تسجل أي دول حتى الآن أعراض مختلفة عن المعتاد، ولكن الأمر الذي آثار مخاوف لدى البعض هو تطور أعراض الفيروس إلى الجهاز الهضمي ولكن وفقا لمركز "سي دي سي"، فإن أعراض الجهاز الهضمي مثل القيء والإسهال لا تزال من بين الأعراض الحادة لكورونا في الموجة الأولي ولا يوجد أي أعراض مختلفة تم تسجيلها حتى آلان
أعراض فيروس كورونا الأكثر شيوعا
إسهال
ضيق في التنفس
إعياء
ضيق / ألم في الصدر
ألم عضلي
التهاب الحلق
توصي مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها أولئك الذين أصيبوا بـ COVID-19 بالبقاء في الحجر الصحي حتى يتم كسر الحمى قبل 72 ساعة على دون مساعدة من المخفضات السريرية، بالإضافة إلى ذلك، يجب أن تكون جميع الأعراض المدمرة الأخرى (صعوبة التنفس وضيق التنفس والسعال الجاف المستمر) غائبة لمدة سبعة أيام على الأقل قبل أن يتم اختراق تفويضات العزلة الذاتية.

أثار الفيروس تظل لدى المتعافين لفترة من الزمن
يعتبر مرضى COVID-19 الأكثر عدوى قبل ظهور الأعراض أو أثناء ظهورهم بدون أعراض، ومع ذلك، يمكن أن تبقى المادة الفيروسية في مؤخرة الحلق وفي الممرات الأنفية بعد فترة طويلة من زوال الأعراض.
وكشف باحثون أنهم عثروا على أثار للحمض الريبي للفيروس في عينات الحلق والرئة من نفس المرضى ما يعني احتمالية إصابة هؤلاء المرضى بالفيروس مرة أخرى، ويعد البلغم والكحة جزءا من أثار الفيروس المتبقية لدى المتعافين.
كما يمكن أن يعاني بعض المتعافين من اعتلالات الأعصاب، مثل الإحساس بالوخز والارتجاف والتنميل العام، بينما يعاني آخرون من التعب المستمر بعد أيام من هدوء أعراض الجهاز التنفسي.
مدة التعافي
قد تكون المدة الزمنية التي يظل فيها الأفراد معدين مرتبطة بخطورة الحالة، حيث تنص منظمة الصحة العالمية على أنه "بالنسبة للأشخاص المصابين بمرض خفيف، فإن وقت التعافي يبلغ حوالي أسبوعين، بينما يتعافى الأشخاص المصابون بمرض حاد أو خطير في غضون ثلاثة إلى ستة أسابيع".
6 أنواع مختلفة لتأثير فيروس كورونا
أشارت دراسة حديثة أجراها باحثون بجامعة "كوليدج" البريطانية، إلى أن العلماء لا يزالون يحاولون معرفة سبب تأثير كورونا على الناس بأمر مختلف بينما يميل الكثيرون إلى المعاناة من شكل أكثر اعتدالًا من العدوى، فإن البعض ينتمون إلى الفئات المعرضة لخطر أكبر وأخرون يمكن ان يصابوا دون أعراض. ومع ذلك، يمكن أن تترك نفس سلالة الفيروس آثارًا دائمة على الأشخاص، حتى بعد تعافيهم.

وذكر الباحثون أنه هناك ستة أنواع مختلفة من أثار الفيروس التي لوحظت في البشر، حيث تم إجراء دراسة على 1600 مريض في جميع أنحاء المملكة المتحدة والولايات المتحدة ، الذين سجلوا أعراض COVID-19 بين شهري مارس وأبريل.
نظرًا لأن معظم المرضى يميلون إلى زيارة المستشفى في وقت لاحق فقط، فقد طُلب من المرضى الكشف عن تفاصيل الأعراض التي عانوا منها في أول 8-10 أيام من الإصابة، وأظهرت النتائج العثور على ثلاث مجموعات تنتمي إلى فئة خفيفة، بينما تنتمي ثلاث مجموعات إلى فئة أكثر شدة ومن المرجح أن تؤثر على كبار السن، أو الذين يعانون من حالات طبية موجودة مسبقًا.
في ترتيب شدة الأعراض، تم تحديد ست مجموعات رئيسية من تأثير العدوى وهي كما يلي
- الأعراض الخفيفة لكورونا
عانى المرضى من مشاكل بالجهاز التنفسي العلوي، ناجمة عن زيادة الحمل الفيروسي، وكانت أعراضهم هي الزكام والتهاب الحلق وانسداد الأنف وألم الصدر وآلام العضلات وفقدان الرائحة والصداع.
- أعراض خفيفة نسبيا
شهد المرضى الذين ينتمون إلى هذه الفئة ظهور أعراض عدوى خفيفة تشبه الأنفلونزا بالإضافة إلى وجود حمى مستمرة وفقدان الشهية، كما لوحظ أيضًا بحة في الصوت، وهي سمة من سمات السعال الجاف أو سعال "COVID" في هذه المجموعة.
- أعراض الجهاز الهضمي
يعاني المرضى الذين ينتمون إلى هذه المجموعة من أعراض أثرت على عملية الهضم وعمل الجهاز الهضمي، وعلى الرغم من أن السعال لم يكن من الأعراض البارزة في هذه المجموعة ، إلا أن الغثيان وفقدان الشهية والقيء والإسهال كانت أكثر شيوعًا، كما لوحظ صداع وألم في الصدر.
- أعراض الإرهاق والتعب
الأعراض التي لوحظت في هذه المجموعة من العدوى متعلقة بفقدان الطاقة والإرهاق الناجم عن المناعة الضعيفة، تعتبر علامة تحذير لـ COVID-19 الشديدة ، فقد سجل المرضى في هذه الفئة أعراض مثل التعب والصداع وفقدان الرائحة والتذوق والتهاب الحلق والحمى وآلام الصدر.
- أعراض شديدة
أثر نوع الأعراض في هذه المجموعة على الأداء العصبي ويعتبر بداية التأثير الدائم الذي يمكن أن يحدثه COVID على الدماغ، وهي الصداع ، فقدان الشم، فقدان الشهية، السعال، الحمى، بحة في الصوت، الارتباك، التهاب الحلق، آلام الصدر، التعب، الارتباك، آلام العضلات.
- أعراض حادة في الجهاز الهضمي والتنفسي
هذا هو النوع الأكثر خطورة وشدة من الأعراض التي تظهر على الناس في الأسابيع الأولى، ويعانون من أعراض مثل الارتباك، والتهاب الحلق، والحمى المزمنة، وفقدان الشهية، والصداع، والإسهال، وضيق التنفس، وآلام العضلات والبطن، والأشخاص الذين ينتمون إلى هذه المجموعة كانوا أكثر عرضة للخضوع للعلاج في المستشفى، ويحتاجون إلى التهوية ودعم الأكسجين.
الدراسة التي أجرتها جامعة "لندن"، لم تتم مراجعتها أو نشرها بعد، ومع ذلك، فإن تحديد المجموعات يمكن أن يجعل الناس يدركون مدى أهمية أعراض المراقبة وتقديم الرعاية ذات الأولوية لأولئك الذين قد يحتاجون إليها أكثر من غيرهم وإدارة الأدوات الصحيحة لمنع الموجة الثانية في بعض البلدان.
وقالت الدكتورة كارول سودري ، الباحثة الرئيسية للدراسة، في بيان: توضح دراستنا أهمية مراقبة الأعراض بمرور الوقت لجعل توقعاتنا حول المخاطر الفردية والنتائج أكثر تعقيدًا ودقة، ويساعدنا هذا النهج في فهم القصة التي تتكشف عن هذا المرض في كل مريض حتى يتمكن من الحصول على أفضل رعاية ".
دول سجلت موجة ثانية من كورونا
اليابان
تعرضت جزيرة هوكايدو اليابانية لموجة ثانية من الفيروس التاجي في 30 أبريل الماضي، لتعاود الحالات الظهور مجددا وتصل إلى 135 أسبوعيا، وفقا لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
وقال الدكتور كيوشي ناجاسي، رئيس جمعية هوكايدو الطبية، إنه تم رفع الإغلاق في 19 مارس الماضي واستئناف الأعمال التجارية وعودة المدارس بشكل طبيعي بسبب انخفاض الأعداد إلى حالة أو حالتين يوميا، ولكن بعد 26 يوما فقط، تم الإبلاغ عن 135 حالة جديدة أسبوع واحد، ما جعلهم يرفعون حالة الطوارئ من الدرجة الأولى. وأكد "كيوشي" أن الإغلاق قد لا يرفع حتى العام المقبل، عندما يكون السكان في أمان.
كوريا الجنوبية
سجلت كوريا الجنوبية، السبت الماضي، لليوم السادس عشر على التوالي، ارتفاعا ثلاثيا في عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد، ما يمدد موجة ثانية من الوباء تثير المخاوف بشأن نقص أسرة المستشفيات في سيول.
كما سجلت المراكز الكورية لمكافحة الأمراض والوقاية منها 308 حالات جديدة حتى منتصف ليلة الجمعة، معظمها في العاصمة والمناطق المحيطة بها، واستمر تفشي الفيروس في الكنائس والمكاتب ودور التمريض والمرافق الطبية، حتى بعد أن شدد المسؤولون قواعد التباعد الاجتماعي، وفقا لصحيفة "البيان".
وقد أدى الارتفاع الحاد في الحالات إلى استنفاد مرافق المستشفيات، حيث أفادت وزارة الصحة بأن 4.5% فقط من الأسرّة في سيول الكبرى لاتزال متاحة للحالات الحرجة اعتباراً من يوم الجمعة، بعد أن كانت 22% قبل أسبوع.
إسرائيل
بعد أن أوشكت إسرائيل على السيطرة على فيروس كورونا المستجد بسبب انخفاض أعداد الإصابات والوفيات، يبدو أنها تواجه موجة ثانية قوية من الجائحة، حيث عادت الأرقام في الارتفاع مرة أخرى، إذ أعلنت وزارة الصحة الإسرائيلية الأربعاء 8 يوليو الماضي، وفاة خمسة أشخاص جراء إصابتهم بالفيروس، لترتفع حصيلة الوفيات منذ بداية تفشي الوباء إلى 342 ضحية.
وبحسب ما ذكرته وكالة "سبوتنيك" الروسية، أعرب نائب وزير الصحة الإسرائيلي، يؤاف كيش، عن خشيته من ارتفاع أعداد مصابي الفيروس المصنفين ضمن دائرة الخطر إلى أكثر من ثلاثمائة، محذرًا من أن الموجة الثانية للوباء أصعب من سابقتها.
ألمانيا
في 8 أغسطس الماضي، واصلت ألمانيا تسجيل ارتفاع في عدد الإصابات بفيروس كورونا خلال الأيام الأخيرة بواقع أكثر من 1100 حالة جديدة في اليوم.
وبحسب آخر أرقام وبيانات "معهد روبرت كوخ للأمراض المعدية"، سجلت ألمانيا 1122 إصابة جديدة خلال 24 ساعة فقط، ما يرفع حصيلة الإصابات إلى 215336 إصابة.
وتتزامن هذه الأرقام مع تحذيرات من أن موجة ثانية من تفشي الوباء قد بدأت بالفعل، ما دفع السلطات الألمانية للدعوة إلى ضرورة الالتزام بمعايير التباعد الجسدي وارتداء الكمامات وتوخي النظافة كشروط لاحتواء أزمة انتشار الفيروس.
تركيا
في 11 يونيو الماضي، ضربت موجه ثانية من فيروس كورونا المستجد محافظة ديار بكر، وذلك في أعقاب قرار الحكومة التركية بعودة الحياة إلى طبيعتها.
وفي هذا السياق، حُجز 350 شخصًا للعلاج من كورونا في العزل الصحي بالمستشفيات، فيما عُزل أكثر من 550 شخصًا في منازلهم بسبب إصابتهم بالفيروس خلال 10 أيام، ما يؤكد سرعة انتشار الوباء وتضاعفه بين المواطنين في محافظة واحدة.
كما أكد الدكتور أمجد الخولي استشاري الوبائيات بمنظمة الصحة العالمية، أن المنظمة تتوقع حدوث موجة ثانية من فيروس كورونا المستجد.
الصين
أعلنت السلطات في مدينة بكين عاصمة الصين، رصد 31 حالة إصابة جديدة مؤكدة بفيروس "كورونا" حتى نهاية 16 يونيو، ارتفاعا من 27 حالة في اليوم السابق، وذلك في الوقت الذي تسعى فيه المدينة للحد من انتشار المرض.
وقالت هيئة الصحة بالمدينة، في بيان عبر حسابها على موقع "ويبو" الصيني للتواصل الاجتماعي، إن 19 من الحالات الجديدة تم رصدها في منطقة فنجتاى بجنوب غرب البلاد.
وذكرت وسائل إعلام صينية، أن رجلا يدعى "تانغ" ويبلغ من العمر 52 عاما، هو المريض رقم صفر في الموجة الثانية من الفيروس التاجي، حيث اشترى الأسماك من سوق ضخم للمأكولات البحرية، وهو أول مريض يتم تشخصيه بالمرض في الموجة الجديدة وفقا لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية، لتعود أسواق المأكولات البحرية إلى دائرة الاتهامات مجددا.
تعليقات الفيسبوك