حقق "محمد عمر محمد خيري محمد خيري"، 22 عاما، من ذوي الاحتياجات الخاصة - ابن محافظة الشرقية - إنجازا جديدا بحصوله منذ أيام على ليسانس حقوق جامعة الزقازيق بتقدير عام "امتياز"، ليضاف إلى سجله الحافل بالتفوق بداية من المرحلة الابتدائية وصولا إلى الثانوية العامة وحصوله على مجموع 98% علمي علوم ليصبح من أبرز الأشخاص متحدي الإعاقة ويحظى بتكريم العديد من المسؤولين وعلى رأسهم الرئيس عبدالفتاح السيسي.
"الله لا يضيع أجر من أحسن عملا.. وفي هذه الحياة لا يوجد مستحيل وأي إنسان يتسطيع تحقيق هدفه شرط الاستعانة بالله عز وجل ثم السعي والإصرار على الوصول إلى ما يريد" بتلك الكلمات بدأ "محمد" مقيم بقرية المجفف التابعة لمركز ديرب نجم حديثه معنا، مشيرا إلى أنه أصر يكمل مسيرة تفوقه التعليمية بعد التحاقه بكلية الحقوق.
وقال: "بعد حصولي على مجموع 98% (علمي علوم) في الثانوية العامة كنت أريد الالتحاق بكلية الطب أو الصيدلة، ثم قررت الالتحاق بكلية الحقوق وطول الـ 4 سنوات الدراسية أدركت مدى أهمية العلوم الإنسانية ومدى لها وأن كلية الحقوق لا تقل أهمية عن كليات القمة فالعلوم الإنسانية لها دور مهم في الارتقاء بالثقافة والفكر والمجتمع ككل".
وأشار إلى أن والده ووالدته هما أكثر شخصين ساعداه في مذاكره دروسه والذهاب إلى المدرسة ثم الجامعة، لافتا إلى أن والده كان يستأجر سيارة خاصة بقيمة 200 جنيه لتوصيله من المنزل إلى مقر الجامعة بمدينة الزقازيق وكان يرافقه في المحاضرات وحتى الانتهاء والعودة إلى المنزل وهو الأمر الذي كانت تفعله والدته أيضا في حال انشغال الأب، منوها بأنه كان يتوجه إلى الجامعة يوم أو يومين في الأسبوع.
"3 أو 4 ساعات" يوميا الوقت الذي يستغرقه "محمد" لمذاكرة دروسه على الرغم من صعوبة المواد الدراسية بكلية الحقوق، كما هو متعارف بين الطلاب.
ويقول "محمد": "أحتاج فقط للتركيز وبفضل الله أستوعب المواد جيدا"، مشيرا إلى أن هناك الكثير من الطلاب ممن يستطيعون استيعاب دروسهم في وقت قصير إلا إنهم يهملون فتتراكم عليهم ومن ثم لا يتسطيعون التفوق.
" أرى أن الله عز وجل منحني الذكاء فضلا ورحمة بأهالي"، ويوضح الشاب العشريني: "ولدت مصابا بمرض ضمور العضلات وتفاقمت الحالة وصولا لانعدام القدرة على الحركة ولذلك كانت والدتي تساعدني في مذاكرة دروسي وتحملت العبء الأكبر في الجلوس لجواري طوال ساعات المذاكرة تمسك الكتاب، وتقلب صفحاته بيديها إلى جانب مساعدة والدي وأِشقائي الاثنين أيضا".
"الاهتمام بالمعاقين وتغيير نظرة المجتمع السلبية لهم وتوفير كافة الوسائل التي تضمن لهم حياة كريمة، هو ما أحلم به أنه يتحقق خاصة في ظل توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي وحثه لكافة أجهزة الدولة لدعم ذوي الاحتياجات الخاصة"، ويضيف "محمد" تسمية عام 2018 بعام المعاقين كان بداية حقيقية للاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة.
وأشار إلى أن تكريم الرئيس لعدد من المعاقين كأبرز الأمثلة لمتحدي الإعاقة بعد تفوقهم، والذي كان واحدا منهم وذلك في مؤتمر عقد عام 2018 كان دافعا قويا له ولغيره لمواصلة مسيرة التفوق.
وأكمل: "تغيير نظرة المجتمع للمعاقين وأنهم قادرون على تحقيق أي إنجاز كالأصحاء ستحتاج إلى وقت، ولكن على المستوى الحكومي بدأ يكون هناك خطوات وإجراءات للاهتمام بالمعاقين".
وتابع: "بحلم أن يتم تغيير نظرة المجتمع للمعاق ويأخد فرصته وأن تكون العلوم الإنسانية لها أهمية ومكانة مثل العلوم الطبيعية، وأن تكون الكليات النظرية ليس مجرد كليات للذين لم يوفقوا بالالتحاق بالكليات العملية أو كليات القمة".
وأشار إلى أنه سيكمل دراسات عليا ويحصل على الماجستير والدكتوراة، ويطمح أن يكون أحد أعضاء هيئة التدريس في الجامعة.
ووجه كلمة للشباب قائلا: "المستحيل هو ما نراه مستحيلا وإذا أردنا وحاولنا تحقيقه تحول إلى ممكن، وإذا أمنا بقدرتنا وأخلصنا السعي في سبيل تحقيق هذا الممكن تحول إلى واقع ملموس.. احلموا بالمستحيل لتحولوه ممكنا وأجعلوه واقعا ملموسا فنحن شباب مصر قوة أوطاننا الضاربة، ولنكن قوة بناء هدم لا قوة هدم وليكن سلاحنا دائما الوعي بقدر مصر وقدرتها بنا إن شاء الله".
تعليقات الفيسبوك