يقف على ناصية شارع التحرير بالجيزة تحت أشعة الشمس الحارقة، منتظراً السيارات الأجرة ليحمّلها بالركاب كما ينظم حركة السيارات، مقابل جنيهين يحصل عليهما من السائقين عن كل سيارة.
رمضان عبدالتواب، 42 عاماً، بدأ العمل فى هذه المهنة التى لا اسم لها، عندما طرده والده من منزله عام 1995 بسبب مشكلات عائلية، وقتها كان ينام تحت الكوبرى ولا يجد قوت يومه، ففكر فى تنظيم السيارات مقابل 25 قرشاً يحصل عليها من أصحاب السيارات، وظل على هذا الحال قرابة العام حتى استقر فى العمل على تحميل السيارات الأجرة بالركاب.
يحكى «رمضان» أنه يخرج يومياً فى الثامنة صباحاً من مسكنه فى منطقة بولاق الدكرور، ويذهب إلى شارع التحرير حيث أماكن تجمع سيارات الميكروباص، ولا يعود إلا ومعه ما يكفيه لعلاج ابنه المريض بالكبد: «متجوز وعندى ولد عنده 3 سنين، ربنا ابتلاه من يوم ما اتولد بمرض فى الكبد وبيصرف 80 جنيه علاج كل يوم، بس ربنا بيكرم الحمد لله ومراتى شغالة فى مصنع وبتساعدنى فى مصاريف البيت».
يجمع «رمضان» كل يوم ما يقرب من 150 جنيهاً يومياً يضيع أكثر من نصفها على ابنه المريض: «شغلى مقتصر على إنى أنادى على المكان اللى العربية رايحاه وأحمّلها بالركاب، وآخد أجرتى 2 جنيه عن كل عربية»، لافتاً إلى أنه يتعامل مع السائقين بمنتهى الاحترام، وكلهم يعرفونه ويقدرون عمله حتى لو كان بسيطاً: «من 20 سنة كنت باخد 25 قرش، دلوقتى 2 جنيه، ودى فكة مش هتأثر على السواقين فى حاجة»، متمنياً أن يكون لديه سيارة يعمل عليها بدلاً من الوقوف فى الحر.
تعليقات الفيسبوك