دائما ما تثير الأبراص ذعرا للناس، آخرها ما سببه برص علق بجهاز الإنذار في بنك مصر فرع "يسري راغب" بحي غرب مدينة أسيوط، في إثارة الذعر بين العاملين بالبنك، وذلك بعد أن اعتقد الجميع بوجود سطو مسلح على البنك، بسبب جرس الإنذار.
ويثير البرص عند ظهوره الخوف بالنسبة للكثيرين، كما يسعى البعض إلى التخلص منه تجنبا للأضرار التي يمكن أن يسببها لهم وفق اعتقاداتهم.
هل الأبراص ضارة
قد يسبب تواجد الأبراص فى المنازل الكثير من الأضرار وتختلف حدة الأضرار التي يتسبب فيها البرص، باختلاف طريقة التعرض له، سواء بملامسة الأسطح التي مر من عليها والبراز الخاص به أو تناول الأطعمة والمشروبات التي وقف عليها، وفق محمد فيهم أستاذ البحوث الزراعية والمناخ.
وقال فيهم إن الأبراص تحمل الكثير من البكتيريا والميكروبات التي تنتقل إلى الإنسان عن طريق التلامس، ما يتسبب في الإصابة ببعض المشكلات الجلدية، ومن أعراضها احمرار الجلد وتهيج البشرة.
ولا تتوقف أضرار ملامسة الأسطح التي مر عليها البرص عند حد الإصابة بالأمراض الجلدية، بل يهدد الجهاز التنفسي بالعديد من المشكلات الصحية، وملامسة الأبراص للأطعمة أو المشروبات فقد يشكل خطرًا جسيمًا على صحة الإنسان، فقد يزيد من خطر الإصابة بالتسمم.
فيما قالت الدكتور أماني مختار أستاذ الطب الوقائي، إن الأبراص المنتشرة في مصر تعرف باسم "geckos" ، وهي ليست ضارة وفقا للأبحاث التي أجريت عليها، ولكن ذكرت بعض الأبحاث أن البعض منها قد يحمل بكتيريا تعرف باسم "السالمونيلا"، ويمكن أن تنقلها عبر اللعاب أو البراز إذا لمست الطعام أو الشراب فالشخص إذا أكل أو شرب من ذلك الطعام فهو معرض للإصابة بتسمم السالمونيلا.
وذكرت "أماني" في حديثها لـ"الوطن"، أنه هناك بحث تم إجراؤه في إندونيسيا وجد أن بعض الأبراص قد تحمل نوعا من البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية وهي نوع خطير، فإذا أكل الشخص أو شرب من طعام ملوث بتلك البكتيريا فستنتقل إليه ولن تؤثر به المضادات الحيوية.
وفي حال إذا اقترب منها الشخص أو ضربها أن تقفز في وجهه أو يده وتحدث به خدوشا (تعض الشخص)، وفي تلك الحالة يجب تنظيف الجرح أون الخدش جيدا للغاية ويوضع عليه مضاد حيوي.

وأكدت "أماني" أن معظم الأبحاث اتفقت على أنها غير ضارة ولعابها ليس ساما كما لم يثبت أن جلدها قد يسبب ضررا للشخص.
كما أوضح الدكتور أحمد رزق أستاذ الحيوانات الضارة بمركز البحوث الزراعية، أن انتشار الأبراص لا يشكل خطريا بيئيا أو صحيا على الإنسان، فهي تتغذى على الحشرات بشكل عام.
وأشار "رزق" في حديثه لـ"الوطن"، إلى أن الأبراص ليست حاملة للأمراض في حد ذاتها إلا في بعض الحالات النادرة، وإنما قد تمشي على سطح ملوث بالأمراض أو مسببات مرضية وتلمس الطعام أو الماء فيصاب الإنسان بالمرض ولكنها في حد ذاتها ليست مؤذية.
وتفيد الأبراص في تقليل تعداد الحشرات الموجودة بحكم كونها تتغذى عليها بشكل رئيسي مما يساعد على التوازن البيئي.
حكم قتل الأبراص
ويتساءل الكثيرون حول حكم قتل الأبراص، وهو ما أجاب عليه رئيس لجنة الفتوى الأسبق الشيخ عبدالحميد الأطرش في حديثه لـ "الوطن".
وأفتى "الأطرش"، بجواز قتل الأبراص ولا حرج في ذلك، حيث يقال إن هذا البرص هو الذي كان ينفخ ويشعل النار على النبي إبراهيم.
وأكد هذا الرأي الشيخ الأزهري أحمد مدكور، ذاكرا قول أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: "من قتل وزغاً في أول ضربة كتب له مائة حسنة وفي الثانية دون ذلك وفي الثالثة دون ذلك".
وورد عن أم شريك أن الرسول قد أمر بقتل الوزغ وهو البرص، وفي حديث آخر لأم المؤمنين سئلت ماذا تصنعين بهذا قالت نقتل به الأوزاغ، فإن نبي الله أخبرنا أن إبراهيم لم يكن في الأرض دابة إلا أطفات عنه إلا الوزع كان ينفخ عليه، لذا أمر النبي بقتله، لذا فإنه يجوز قتله باتفاق جمهور العلماء والفقهاء، بحسب الشيخ الأزهري.
وأضاف "مدكور"، أن الوزغ فويسق يسبب الأمراض، لذا يجوز قتله، كما يجوز قتل جميع الحشرات التي يمكن أن تؤذي الإنسان لكن إن لم تسبب أذى لا يجوز قتلها.
كيف يمكن التخلص من الأبراص؟
ويمكن التخلص من الأبراص وإبعادها بحسب فهيم، عن طريق استخدام مصيدة صناعية لاصقة، ويجب وضعها في أماكن بالقرب من أماكن تواجدهم، ويمكن أيضا التخلص منهم من خلال رذاذ الفلفل الذي يسبب تهيجا للأبراص ويبعدها عن المنازل.
تعليقات الفيسبوك