"عقبال ما نشرب شربات نجاحك".. جملة تمر على آذان طلاب الثانوية دائمًا، خلال فترة دراستهم، في انتظار لحظة إعلان نتيجتهم التي سيقررون وقتها إما توزيع الحلوى والمروبات على الأهل والجيران، أو يغلقون غرفهم وحدهم يذوقون مرارة الإخفاق ونار الندم.
أمس الأول، أعلن الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم، نتيجة الثانوية العامة 2020، كاشفا عن أعداد كبيرة من الناجحين والمتفوقين، وسط فرحة من الأهالي بأبنائهم، والتي عادة ما يصاحبها "المشروب الحلو"، تلك العادة القديمة التي ارتبطت بالشربات قبل أن تغيرها الظروف الأخيرة.
انتشار فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19" أجبر الأهالي على البعد عن الشربات كـ"حلاوة" النجاح، وفقًا لما قاله حسين مخيمر صاحب سوبر ماركت بحدائق القبة، لافتًا إلى أنه يحتاج إلى كوبايات، والتي يخشي الجميع من تناقلها من يد إلى أخرى، ومن فم للآخر، ما قد يسبب تفشي العدوى.
الحاجة الساقعة "الكانز" أصبحت حسب حديث "مخيمر" لـ"الوطن" هي "البريمو"، والتي تباع منها كميات كبيرة، من أجل تفريقها من الطالب الناجح، على الجيران والأصدقاء "حلاوة النتيجة"، بحيث تكون مغلقة بإحكام ومن يد البائع إلى المستهلك، دون أن تمر على كوب غير نظيف أو حامل للفيروس.
قبل موسم الثانوية العامة يحضر "عم جمال" زجاجات الشربات التي لا يتم سحبها بشكل كبير إلا في تلك الآونة، ولك العام الحالي لاحظ عد الإقبال عليها كالعادة، "الناس مكانتش بتجيبه عشان طعمه، قد ما هو يكون ندر وفرحه بالنجاح".
العديد من الـ"كانز" تم شرائها من الرجل الأربعيني منذ إعلان النتائج وحتى الآن، وهو ما عوضه عن زجاجات الشربات التي لم يشتريها أحد، "كل شوية أسمع وزغاريد وآلاقي طالب نازل يشتري حاجة ساقعة، بيبقى موسم حلو"، على حد قوله.
الطالب أحمد عادل، صاحب 88% في الثانوية العامة، وافق أصحاب السوبر ماركت، في رأيهم، حيث فضل توزيع "الكانز" على المهنيين، بدلًا من الشربات الذي أرداته والدته، "فهمتها إن الناس هتخاف تشرب شربات من الكوبايات عشان كورونا، وإحنا كمان منضمنش إن اللي بيشرب ده سليم ولا لأ، لأننا هنستخدم الكوبايات تاني".
تعليقات الفيسبوك